في أثناء تواجدي في مجلس من مجالس عقود الأنكحة، وقبل البدء في كتابة العقد تفاجأ الجميع بدخول قطة في مجلس العقد، وكانت حركتها سريعة( ولا أعلم هل تمّ ضبطها من قبل نظام ساهر أم لا؟ولم أسمع وصول رسالة على جوالها من ساهر، ولم أرى سطوع فلاش الكامرا)، وقد يكون أصابها من الدهشة ما أصاب الحضور، فأخذت تتحرك بسرعة لتخرج؛ لكنّها لم تتعرف على المخرج، فقال رب المنزل لولده: أخرج القطة بسرعة تصرف، فحاول الولد لكنّ علامات الخوف واضحة عليه، وبعد مدة من الزمن خرجتْ القطة من المجلس، ولكنّها اتجهت بالخطأ نحو الصالة التي يتواجد فيها النّساء، وما إن وصلتْ مكان النّساء حتى أحدثت الرعب والخوف، وسمعنا صراخ النّساء مرتفعًا، وبعد جهدٍ جهيد خرجتْ تلك القطة متوجهة لخارج المنزل، وقد تكون اتهمت أهل المنزل بالبخل حيث إنّها لم تأكل أي شيء من المنزل، وخرجتْ بنصيب وافر من الخوف والهلع، وكان ذلك الحدث سببا في وجود نوع من الفرح في نفوس المتواجدين، فقال أحد الحاضرين: الذي يظهر لي أنّها ترغب في الزواج، فقلتُ له: الله يقدرنا نزوج بنات جنسنا ، وأمّا الأجناس الأخرى فلا علاقة لنا بهم. ومن المواقف :دعيت ذات مرة للحضور وذلك للقيام بكتابة عقد النكاح، ولمّا دخلتْ المنزل رأيتُ عدداً من الطبول (الطيران) مصفوفة في مقدمة المنزل، وكان حوش المنزل واسعًا وكبيرًا،ورأيتُ عدداً من الشباب بجوار الطبول فسألتُ والد العروس عن سبب تواجد هذه الفرقة والطبول؟ فقال لي: أبد والله يا شيخ، شوفت عينك عندنا بعد الملاك طق سامري نبغى الشباب يفرحون ويوسعون صدورهم، وإن شاء الله إنّك يا شيخ بتشاركنا الفرحة، فقلت له: كيف أشارككم؟ قال: الشباب يطقون ونرقص أنا وإيّاك، فقلت له: والله ما أعرف ارقص، ودخلنا المجلس، وقمت بإجراء العقد الشرعي،وفي أثناء تناولنا للقهوة العربية إذا بجرس المنزل يدق، فخرج أحد أشقاء الزوجة، وبعد عدة دقائق عاد وقال لوالده: الشرطة عند الباب يطلبون مقابلتك، فخرج الرجل على الفور، وعاد ووجه متغير، فقال: لقد أمرتني الشرطة بعدم إقامة السامري في المنزل وأخذوا علي تعهداً بعدم إقامة الحفل، وقال والد الزوج أكيد فيه أحد مبلغ الشرطة، ونظر إلي والد الزوج وقال: عساك ما بلغت عنّا يا شيخ؟، فقلتُ له: لم أبلغ عنكم ولم أعلم بمشروعكم الحضاري إلا بعد دخولي المنزل. إنّ المسلم ينبغي له أن يراعي جيرانه قبل استخدام أي وسيلة يرى أنّها مناسبة لإظهار الفرح والسرور والترفيه، حيثُ إنّ استخدام أجهزة رفع الصوت بالموسيقى أو وسائل الغناء الحية داخل النطاق السكني فيه نوع من الإيذاء للجيران، وإذا حصل أذى للجار فإنّ الوسيلة التي أدت إلى أذى الجار محرمة، وتلك الأسرة التي أحضرت فرقة السامري قد وقعت في المحظور، وأتمنى من أرباب الأسر أن يبتعدوا عن أذية الجار وقد جاء في الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلّم أنّه قال: (من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يؤذي جاره).