اشتبك متظاهرون مع الشرطة التونسية امس بعد اندلاع أعمال عنف في أعقاب أيام من الاحتجاجات السلمية المطالبة بتخليص الحكومة المؤقتة من الموالين للنظام الحاكم السابق. ولم يتضح كيف بدأت الاشتباكات التي وقعت قرب مكاتب الحكومة في المدينة القديمة (القصبة) لكن شهودا رأوا شرطة مكافحة الشغب وهي تستخدم الغازات المسيلة للدموع ضد مئات المحتجين أغلبهم من المراهقين والشبان الذين كانوا يقذفون الشرطة بالحجارة. وكان المتظاهرون على ما يبدو من أبناء المناطق الريفية الذين كان يقيمون في مخيم خارج المجمع الحكومي. وهتفوا ضد قوات الأمن واصفين إياها بأنها "شرطة ليلى" في إشارة إلى ليلى الطرابلسي زوجة الرئيس المخلوع زين العابدين بن علي والتي كان ينظر إليها على أنها تتمتع بنفوذ متغلغل . وتكافح الحكومة المؤقتة لتثبيت نفسها في مواجهة احتجاجات بالشوارع تطالب بمزيد من التغييرات الواسعة بعد فرار بن علي من البلاد في 14 يناير كانون الثاني عقب انتفاضة ضد الفقر والفساد والقمع السياسي. وتصاعد التوتر هذا الأسبوع مع استمرار الكثيرين في مظاهرات وإضرابات في الوقت الذي تحاول فيه الحكومة بدعم من الجيش إعادة البلاد إلى الحياة الطبيعية. وفي مدينة قفصة في وسط البلاد أطلق الجنود النار في الهواء الثلاثاء لتفريق مئات المحتجين في أول مرة يتدخل فيها الجيش منذ رحيل بن علي وقال شهود عيان إن شابا أشعل النار في نفسه.