في ظل غلاء المعيشة واتساع رقعة البطالة النسائية عمدت كثير من ربات البيوت إلى استغلال مهاراتهن في الطبخ لصنع المأكولات الشعبية والحلويات وغيرها من المنتجات المنزلية لسد احتياجاتهن المعيشية والبعض الآخر لمساعدة الزوج على متطلبات الأبناء المتزايدة. هذا النشاط شجع بعض منظمي المعارض والمهرجانات الخيرية على استغلال هذه الفئة من خلال اقناعها بالمشاركة بمبالغ كبيرة على أمل تسويق منتجاتهن، وغالبا ما تكون النتيجة خسائر وعدم استفادة، في حين يجمع المنظمون الاموال ويذهبون دون مساءلة من أحد. عدد من العاملات من منازلهن اشتكين من بعض القائمين على تنظيم المعارض وتعرضهن للاستغلال ماديا من خلال التلاعب في أسعار المساحات المقررة لعرض الطاولات بأحجامها المختلفة وعدم دعم تلك المعارض بحملات اعلانية تجذب اليها المستهلكين ومن ثم الإقبال عليها، مما ادى الى تكبدهن خسائر كبيرة من وراء تلك المشاركات. في البداية تقول أم راكان: شاركت في احد المعارض المقامة مؤخرا شمال الرياض ودفعت 1500 ريال ايجار طاولة لمدة 3 ايام فقط، ورغم ذلك كان عدد الحاضرات قليلا جدا، ولم استطع تغطية الايجار مما كبدني خسائر مالية ومادية كبيرة جدا خاصة ان منتجاتي كانت عبارة عن مواد غذائية ذات صلاحية محدودة. وتضيف: اضطررت الى بيع منتجاتي بسعر التكلفة بعد الخسائر المتلاحقة جراء هذه المشاركة، مشيرة الى أنها تعمل من المنزل لمساعدة زوجها وابنائها على تكاليف المعيشة. وتطالب أم راكان المسئولين عن الجهات المنظمة للمعارض بوضع ضوابط وأنظمة تحفظ حقوق النساء العاملات من منازلهن وضرورة تعيين المشرفات من الكوادر النسائية السعودية. من جهتها، تقول أم بدر " لقد دفعت 1800 ريال ولم يحضر للمعرض إلا عدد قليل جدا من الزائرات وطالبنا الجهة المنظمة من خلال المنسقة تكثيف الدعاية والإعلان وعمل برامج مصاحبة لجذب الجمهور، لكن لم يستجب لنا أحد، مشيرة الى أنها تعمل من بيتها على إعداد كافة الأطعمة الشعبية والعربية والمعجنات وتسويقها للمدارس والولائم وأماكن عمل النساء وهي معتادة على المشاركة في المعارض والأسواق الخيرية والمهرجانات وهذا العمل هو المورد الرئيسي لها بعد وفاة زوجها وزواج أبنائها.