طالب مستثمر ومتخصص في شؤون المنشآت الصغيرة والمتوسطة فصل قطاع البيع بالتجزئة عن سائر القطاعات الخاصة الأخرى داخل منظومة السعودة في القطاع الخاص، وحث الجامعات السعودية على تقديم دبلومات خاصة تتخللها دورات تطبيقية في العمل بقطاع التجزئة كإحدى مسؤولياتها الاجتماعية، معتبراً أن هذا النهج يساعد في تحقيق مخرجات قادرة على الاندماج مع قطاعات العمل الخاص كنهج متعارف عليه في كثير من الدول المتقدمة التي تقدم هذه الوظائف تحت مسمى " وظائف مساندة ". وقال ل " الرياض " عضو مجلس إدارة الغرفة التجارية الصناعية بالرياض ورئيس لجنة المنشآت الصغيرة والمتوسطة بالغرفة خلف الشمري "إحدى إشكاليات عدم استقرار السعودة داخل قطاع البيع بالتجزئة هو ربطها بالتوظيف بشكل عام وبدوام كامل" . وأضاف : مع أن قطاع البيع بالتجزئة يعتبر النشاط الاقتصادي الأول من حيث عدد العاملين فيه الذين يتجاوز تعدادهم مليوني بائع، إلا أن نسبة السعودة داخل هذا القطاع لا تتجاوز 10%. وكان تقرير مصرفي صدر حديثاً قد كشف عن أن المحلات التجارية ومراكز التسوق الكبرى والمتاجر الاستهلاكية المتوسطة والصغيرة ومتناهية الصغر في المملكة تشهد انفتاحاً متزايداً بمعدل نمو سيصل إلى 4% سنوياً خلال الأربع سنوات المقبلة مستفيدة من العوامل السكانية المواتية وتغير أساليب المعيشة والتمدد الأفقي للمدينة. واشار الشمري الى أن السعودة داخل قطاعات البيع بالتجزئة بمهن بائعين ليست من الوظائف التي تحتاج لشهادات أو خبرات بقدر حاجتها للاندماج والممارسة التي تكتسب مع الوقت، مضيفاً أن احتسابها كوظيفة رسمية خلقت في بعض الأحايين عبئا اجتماعيا للكثير من الشباب ما أدى الى عدم الاستقرار في هذه الوظائف وهو ما شجع الملايين من الوافدين للعمل بهذا القطاع بكل حرية . واعتبر فصل هذا القطاع عن التوظيف بشكل عام والعمل فيه كوظيفة مساندة بدوام جزئي يشجع الكثيرين من السعوديين على التوجه اليها لانها تحقق دخلاً إضافياً بات مطلوباً للكثيرين مع غلاء المعيشة والاحتياجات الحياتية المتنامية. واضاف أن هذه الآلية منتشرة في دول كثيرة حيث تنتشر هذه الوظائف من خلال طلبة الجامعات أو لمن أراد عملا إضافيا. واوضح الشمري أن الالتزامات الاجتماعية هي العائق الاكبر لسعودة البائعين في بعض قطاعات البيع بالتجزئة والذهب مما يتوجب تجزئة العمل في ساعات قليلة ومحددة واعتبارها وظائف مساندة وجزئية وليست كلية. وقال " عندما نتحدث عن العمل في قطاع البيع بالتجزئة فنحن نتحدث عن اندماج كامل مع واقع العمل الخاص وعلاقته بالجمهور من خلال التعاطي المباشر أو الجزئي مع العملاء أو المستهلكين ما يعني اكتساب خبرات جديدة وقدرة على الاحتكاك المفقود داخل فصول وقاعات التعليم. وأشار الشمري إلى أن الاهتمام بقطاع البيع بالتجزئة ينبع من كونه أحد روافد تعزيز العمل الحر، مضيفاً أن قطاع البيع بالتجزئة لو تم الالتفات له بالصورة الصحيحة سيكون مؤشرا لتعزيز نمو القطاع الذي يشهد ازدهاراً لافتاً مع ما يؤديه من تعزيز لدور العمل الحر.