ثمة ألعاب للأطفال على شكل سماعة طبية تزدان بها جميع محلات بيع ألعاب الأطفال تقريباً.. يُحضرها بعض الآباء لأطفالهم لغرس وتحبيب مهنة الطب لديهم.. ليمتهنوها عندما يكبرون.. فالسماعة الطبية ترمز إلى الطبيب ومهنة الطب.. وقد يستغرب القارىء إن قلت ان السماعة قليلة الاستعمال بين معظم الأطباء.. والممرضات أكثر استعمالاً للسماعة من الأطباء.. وعن نفسي أقول انني لم أعد أستعمل السماعة الطبية منذ عقد من الزمان أو يزيد.. وأكثر استعمالي للسماعة الطبية كانت بعد تخرجي مباشرة ولبضع سنين فقط.. وقبل ذلك أثناء الدراسة الاكلينيكية.. أي السنة الثالثة والرابعة والخامسة وسنة الامتياز.. وبالامكان التعرف على طالب السنة الثالثة من بين طلبة الطب (بعد سنوات ثلاث مملة في الدراسة النظرية) من تطويقه للسماعة حول عنقه بمناسبة وبدون مناسبة (يعني اني أبصير دكتور) وبالسماعة الطبية يستمع الطبيب إلى القلب ودقاته ومافيه من لغط أو خرير (مرمر) وإلى الرئتين بوضع السماعة على صدر المريض أو ظهره.. أثناء دخول الهواء وخروجه والمريض يأخذ نفساً عميقا.. وقد يطلب الطبيب من المريض قبل أخذ النفس العميق أو بعده بأن يقول أربعاً وأربعين أثناء (الأوسكلتيشن) أو الفحص بالسماعة.. ويستمع الطبيب بالسماعة أيضاً (وكذا الممرضة) لحركة الأمعاء بعد أي عملية جراحية تعرض فيها المريض للبنج العام.. وكنا نقوم (في ميو هوسبتال في لاهور) أثناء المرور على المرضى بسؤال كل مريض أفاق من البنج.. كانت أُجريت له عملية جراحية قبل يوم.. بقولنا (هوا خارج) لمعرفة حركة الأمعاء بعد تخديرها لساعات أثناء العملية.. فإن أجاب المريض بالإيجاب أو النفي وضعنا السماعة على بطنه لنتأكد من حركة الأمعاء.. فإذا استمعنا لحركة (قربعة) الأمعاء بالسماعة الطبية .. فهذا يعني أن جهاز المريض الهضمي بدأ في العمل.. فحينها يُسمح للمريض بأن يبدأ في تناول الأشياء عن طريق الفم.. الذي يبدؤه بتناول السوائل ويتدرج في الأكل.. متزامناً مع إزالة المغذية الوريدية.. وشطب العلامة القائلة (إن بي أو) أي ممنوع تناول أي شيء عن طريق الفم.. من سرير المريض.. ولا يزال هناك بقية من الحديث عن السماعة الطبية وتداعياتها.. فإلى سوانح قادمة بإذن الله.