ربما كثير مثلي قرؤوا خبرا سبب لهم بعض الضيق والضجر، وحق لمن ضاق وضجر ما حل به من هم وغم، من ذلك الخبر الذي نشرته صحيفة "ديلي ميرور" البريطانية وأعادت نشره جريدة الحياة، من أن مليارديرات خليجيين يسعون إلى شراء مجوهرات تتكون من 301 من الأحجار الكريمة بما يعادل 60 مليون جنيه إسترليني (350 مليون ريال سعودي)، لتقديمها هدية إلى نجل ولي عهد بريطانيا الأمير وليام وخطيبته كايت ميدلتون عند زواجهما هذا العام، إلى هنا تقف تفاصيل الخبر. لكن من الصعب أن تقف كلماتنا، ونحبسها من أن تعبر، فليس عيبا أن نُذكر هؤلاء الأثرياء وهم يهمون بتقديم هذا "الكوم" من الذهب والمجوهرات بأن هناك فقراء داخل الوطن، فالحديث عنه ليس عيبا والفقر في كل مكان، لكن نذكرهم أن "الأقربون أولى بالمعروف"، وفقراء الوطن أحق بالتفاتتهم الحانية تلك؟ أنا أعلم أن هناك من سيقول "مالهم وهم أحرار فيه" وهو نفس منطق هؤلاء الأثرياء، الا اننا نعيد تذكيرهم بأنهم لو دخلوا في حسبة بسيطة لأدركوا بأنهم سيدخلون السرور على آلاف الأسر المعوزة، وأنهم سينالون على صدقتهم على الفقراء والمحتاجين الأجر والثواب والدعاء الصادق الذي سيصعد إلى السماء من أفواه لطالما ظمئت، وستدعو لهم قلوب لطالما وجفت، عندما وجدت في هذه اليد الحانية التي امتدت إليهم كما الغيث المنهمر من يروي عطشها، ويسد جوع بطونها، ويكسو أجسادها بالعطف، بينما هديتهم تلك لن تجلب لهم أجر دعوة المعوز المحتاج.