كثف المستثمرون العقاريون نشاطهم الاستثماري في شراء المخططات الصناعية الخام خلال الاشهر الماضية لسد الحاجة الحالية من مستوى الطلبات على الاراضي المخصصة للصناعات الخفيفة والمتوسطة والتحويلية والمستودعات في المنطقة الشرقية وجاء تحركات الشركات العقارية لمواجه الطلب المتوقع مستقبلاً بالاضافة الى امان الاستثمار وارتفاع الهوامش الربحية لمثل هذه المشاريع. وقال المستثمر العقاري عبداللطيف النمر لأن توجهات العقاريين نحو الاستثمار في المخططات الصناعية تأتي وفق خطط الدولة بالتوسع في الحركة الصناعية في المملكة عموما والمنطقة الشرقية على وجه الخصوص بالاضافة الى انتهاج الدولة نحو الدعم لرفع حجم الصناعة المحلية باقرار الاستراتيجية الصناعية مما يرفع حجم الطلب على الاراضي المخصصة للصناعات. واضاف النمر ان رجال العقار استشعروا الاحتياج الكبير للاراضي الصناعية المشمولة بالخدمات لتشكل فرصا استثمارية كبرى للشركات العقارية. موضحاً ان العقاريين يشترون الاراضي الخام ثم يبدأون بالتطوير لكامل المخطط الصناعي ثم البيع بمساحات مختلفة لتلبية الرغبات حسب نوع وطلب المصنع . وعن الميزات رغم وجود مدن صناعية حكومية قال النمر ان الاراضي الصناعية الحكومية مثل المدينة الصناعية الاولى والثانية مستغلة بنسبة 100% فيما الصناعية الثالثة لاتلبي كامل الطلبات على الاراضي للمصانع وتحتاج الى وقت طويل لحصولها على الخدمات مشيراً الى المخططات الخاصة تتمتع بمساحات متفاوتة ومشمولة بالخدمات كافة بالاضافي الى تسليم المستثمر صك ملكية ارض المصنع او المستودع او خلافه. وعن سندات المشاركة في المخططات الصناعية قال النمر ان الاستثمار فيها جزئي بنظام الحصص لكبر المساحات وحجم المشاريع الخدمية فالمستثمرون في الارضي الصناعية يحددهم نوع الاستثمار. من جهته قال العقاري طلال الغنيم ان استثمارات العقاريين تحولت بشكل كبير نحو المخططات الصناعية على حساب السكنية والتجارية لاسباب كثيرة منها مستوى الاحتياج لتخصيص اراض للمصانع ولارتفاع الهوامش الربحية بالاضافة الى انعدام او محدودية المخاطرة. وأضاف الغنيم ان اهتمام العقاريين بالاراضي الصناعية بدأ واضحاً منذ العام الماضي من خلال نتائج بعض المزادات. مما ساهم في توجه العقاريين نحو هذا النوع من الاستثمارات متوقعاً ان يحصل الاستثمار في الاراضي الصناعية على نصيب الاسد من مزادات العام الحالي . وبين الغنيم أن العقاريين يعتمدون على تلبية الطلب من المصانع الصغيرة والمتوسطة والمخدومة لانشاء مصانعهم بسبب ضعف العرض في السوق حالياً. لافتاً الى ان المستودعات تعاني فقراً في المنطقة الشرقية يسعى القطاع العقاري لتلبيتها خلال العام الحالي. واوضح الغنيم ان نسب الربحية في الاوقات الحالية مرتفعة جداً في المخططات الصناعية التي تصل الى 60% فيما تراجعت نسب الربحية في المخططات التجارية والسكنية الى 15% . مؤكداً ان كافة المؤشرات تدلل على تفوق المخططات الصناعية والتي ستشهد اقبالاُ من المستثمرين على شراء الاراضي الخام او شراء الاراضي الخام بالشراكة. وعن وجود عجز في الاراضي السكنية ايضاً قال الغنيم ان المحرك الاساسي للاسثمار العقاري مستوى الربحية وحجم الطلب مضيفاً هناك طلب عال على الاراضي السكنية لكن الربح ينخفض بسبب ارتفاع اسعار الاراضي الخام . من جانبه قال المستثمر العقاري عبدالله الدوسري ان التوقعات تشير الى نمو عال في القطاعات الصناعية الانتاجية في المملكة مما يساعد على ارتفاع حجم الطلب مجدداً لانشاء مزيد من المصانع. خاصة في مدن الدمام والخبر والجبيل في المنطقة الشرقية ومدينة الرياضوجدة التي تحتوي على اكثر المصانع في السعودية. وعن وجود مدينة صناعية ثالثة في الدمام قال الدوسري ان تخصيصها في صالح الجميع لكنها تلبي لمستويات الطلب في اعوام سابقة فقبل نحو 5 سنوات على اقل تقدير.فيما اليوم هناك طلب عال جداً على عموم المملكة.