قال التلفزيون التونسي امس إن الشرطة التونسية وضعت عبدالوهاب عبدالله المستشار السياسي للرئيس المخلوع زين العابدين بن علي رهن الاقامة الجبرية. وكان عبدالله مسؤولا أيضا عن مراقبة وسائل الاعلام. وكانت السلطات ذكرت الأحد أن عبدالله الذي كان مسؤولا عن التعيينات في كل وسائل الاعلام الرسمية اختفى وأن الشرطة تبحث عنه. في ذات الاطار أطلق مدونون تونسيون امس، حملة إلكترونية واسعة النطاق على شبكة الإنترنت مطالبين بإقالة عبدالسلام جراد أمين عام الاتحاد العام التونسي للشغل (أكبر نقابة عمال في تونس) الذي لعبت قواعده (الاتحاد) دورا كبيرا خلال "ثورة الياسمين" في الإطاحة بالرئيس التونسي المخلوع زين العابدين بن علي. وأسس آلاف من مستعملي الإنترنت التونسيين مجموعات على شبكة التواصل الاجتماعي "فيسبوك" طالبت جراد (أمين عام الاتحاد منذ سنة 2000) بالاستقالة واتهمته بمحاولة "الركوب على الثورة" وب"الفساد" المالي وبموالاة نظام الرئيس المخلوع . وأعاد هؤلاء نشر مقال صحفي (نشرته جريدة الشروق التونسية في 2009) وأعلن فيه جراد مساندة الاتحاد "المطلقة" لترشح الرئيس المخلوع إلى الانتخابات الرئاسية لسنة 2014 رغم أن الدستور التونسي لا يجيز لبن علي ذلك. كما نشروا صورا للقاء جمع جراد بالرئيس المخلوع يوم 12كانون ثان/يناير 2011 في قصر قرطاج الرئاسي ونص برقية (حول اللقاء) نشرتها وكالة الأنباء التونسية أكد فيها جراد "ضرورة الخروج من هذه الظروف الصعبة (التظاهرات والاحتجاجات) والدقيقة بما يعيد الأمور إلى نصابها". وقال عضو بالاتحاد العام التونسي للشغل (طلب عدم نشر اسمه) لوكالة الأنباء الألمانية (د ب أ):"قبل سقوط نظام بن علي اعتمد جراد سياسة النعامة إذ رفض بحكم موالاته للرئيس المخلوع تحمل المسؤولية عن التظاهرات التي قادتها قواعد الاتحاد (خلال الثورة) في مختلف مناطق البلاد بل إنه تبرأ منها ونأى بنفسه تماما عن الشعارات السياسية والاجتماعية التي رفعها المحتجون خلالها". وأضاف:"بعد خلع بن علي هاهو (جراد) يفتح فمه ويسحب ممثلين من الاتحاد تم منحهم حقائب وزارية في حكومة الوحدة الوطنية" التي تتولى مؤقتا تسيير شؤون البلاد. وأفاد:"يحاول جراد أن يظهر في صورة البطل كي ينسي الشعب مواقفه المؤيدة للرئيس المخلوع". من ناحية أخرى عبر أولياء أمور عن استيائهم البالغ بعد دعوة النقابة العامة للتعليم الابتدائي (تابعة للاتحاد العام التونسي للشغل) إلى إضراب مفتوح في مدارس البلاد بدأ امس. ودعت "حكومة الوحدة الوطنية" الطلاب والمدرسين إلى العودة بداية من اليوم إلى المدارس التي أغلقت يوم 11كانون ثان/يناير بسبب توتر الوضع الأمني في البلاد.