بدأت مصارف خليجية وعالمية مغازلة شركات تعمل في مجال النفط والغاز من أجل مشاركتها ودعمها مالياً للدخول في صفقات امتياز استكشاف لمكامن نفطية في منطقة الشرق الأوسط. وقال خبراء نفطيون ومصرفيون" إن الصناعة النفطية في الشرق الأوسط تعاني ضعفاً ونقصاً كبيراً في التمويل البنكي الإقليمي، على الرغم من العوائد المجزية للاستثمارات في هذا الصناعة". وشدد أكثر من 50 خبيرا يعملون في بنوك خليجية وعالمية خلال الندوة التعريفية بمنتدى مبيكس للنفط والمال التي عقدت في مملكة البحرين على أهمية بحث البنوك عن شراكات واستثمارات لها في هذه الصناعة، خصوصاً أن المنطقة تعد الأغنى بالثروات النفطية في العالم. وأشار الخبراء إلى أن بعض شركات التمويل بدأت تتنبه إلى أهمية الاستثمار في الصناعة النفطية، مؤكدين أن المنتدى المرتقب في مارس المقبل يضع فرصاً أمام المستثمرين والممولين. واشار عضو مجلس إدارة شركة حقول الدولية للنفط والغاز عضو اللجنة الوطنية للشركات المساهمة السعودية الدكتور علي البريدي الى أن نسبة المخاطرة ترتبط بأي عمل تجاري ولكن الصناعة النفطية صناعة ناضجة تمتلك من التقنيات والوسائل والتطبيقات ما هو كفيل بتقليل نسبة المخاطرة إلى أقل حد ممكن مما يجعلها من أكثر الاستثمارات جاذبية. وأشار البريدي إلى أن العالم سوف يستمر في الاعتماد على نفط الشرق الأوسط إذ إن الإحصاءات في عام 2009 تشير إلى أن الاحتياطات الثابتة في منطقة الشرق الأوسط تشكل 60% من إجمالي الاحتياطات النفطية في العالم. وطبقاً لتقرير أرنست أند يونج لعام 2009، فإن إجمالي صفقات الاستكشاف والإنتاج العالمية بلغت في2009 149 مليار دولار أمريكي، مرتفعة من 112 مليار دولار في العام 2008. فيما قال رئيس شركة نفط البحرين بابكو فيصل المحروس " إن منطقة الشرق الأوسط تكتنف فرصاً استثمارية واعدة في ميدان الصناعة النفطية، وللمرة الأولى في العام 2009 يتم تجاوز الصرف على الحفر والإنجاز في المنطقة نظيره في أمريكا وكندا، لتصبح أسواق منطقة الشرق الأوسط مركز جذب الاستثمارات النفطية". واضاف: ليس هناك أي شك بأن الفرص في الشرق الأوسط أكبر من أغلبية الشركات في الولاياتالمتحدةالأمريكية، منبهاً إلى أن متوسط عائدات الشركات الإفريقية الشمالية والشرق الأوسط وآسيا يبلغ 41% مقارنة بمتوسط العائد للشركات التي تركز على أمريكا الشمالية والتي يبلغ متوسط عائدها 13%، مشيراً إلى أن أكثر المشروعات في الصناعة النفطية تقوم بها الشركات الغربية لأن لديها القطاع المالي الذي يموّل هذه المشروعات والقطاع الفني المعرفي، ومدينة هيوستن الأمريكية هي المركز لهذه الصناعة. واتفق الرئيس التنفيذي لشركة إنوفست الدكتور خالد عبدالله مع مقولة غياب نشاط التمويل لدى البنوك الإقليمية للصناعة النفطية في المنطقة. وقال " نجد أن المؤسسات المالية تمتلك خبرات تراكمية تتركز على أنشطة ربما عقارية وأنشطة تتعلق بقطاعات معينة وأدوات مالية، وللأسف فإنه لم توجد خبرة في قطاع الصناعة النفطية". وأرجع إحجام المؤسسات المالية في المنطقة عن الدخول في هذا القطاع إلى عدم ادراكها أبعاد الاستثمار في هذا القطاع بشكل كامل، والفرص المتوافرة فيه مستدركاً، أنه لاحظ محاولات لفهم هذا القطاع وتطوير الخبرات اللازمة التي تجعل من عملية الدخول في هذا القطاع متاحة.