كشف وكيل وزارة الصحة للتخطيط والتطوير الدكتور محمد بن حمزة خشيم أن الوزارة خصصت 200 مليون ريال في ميزانية هذا العام 1432ه, لشراء 600 سيارة إسعاف جديدة, في إطار تطوير الخدمات الإسعافية للحالات الطارئة في جميع مناطق المملكة. وأضاف الدكتور الخشيم خلال كلمته في افتتاح أعمال ورشة عمل " آلية تحويل الحالات الإسعافيه الطارئة بمنطقة الرياض " والتي أقيمت بفندق ماريوت الرياض أمس أن تأمين هذا العدد الكبير من سيارات الإسعاف يمثل جزءا من منظومة تطوير النقل الإسعافي للحالات الطارئة والتي لا تكتمل دون تطوير آليات تحويل هذه الحالات بين المستشفيات لتلقي العلاج السريع والمناسب, وكذلك تطوير قدرات العاملين في أقسام الإسعاف والطوارئ. وأشار الدكتور خشيم إلى أن الوزارة لديها إستراتيجية متكاملة لتطوير خدمات الرعاية الصحية خلال السنوات الخمس المقبلة من خلال عدد من المشروعات, أبرزها المشروع الوطني للرعاية المتكاملة والشاملة, وأنظمة القياس, والجودة, مؤكداً أن المملكة تشهد طفرة كبيرة من حيث إنشاء المستشفيات في جميع المناطق, في ظل توفير الاعتمادات المالية اللازمة لذلك, والتي وصلت إلى مئات الملايين سواء للأعمال الإنشائية أو الأجهزة الطبية. وشدد وكيل وزارة الصحة على أهمية الكوادر البشرية في تنفيذ برامج الوزارة لتطوير خدمات الرعاية الصحية والاستفادة من هذه الإمكانات الهائلة, لافتاً إلى أن التحدي الأكبر لم يعد في المنشآت أو التجهيزات بل في قناعات العاملين من الأطباء والفنيين والممرضين. وقال الدكتور خشيم لم يعد هناك عذر في أي قصور في مستوى خدمات الرعاية الصحية في ظل ما توفره الدولة من دعم مالي, لم يكن متوفرا في سنوات ماضية, مؤكداً أنه من غير المقبول أن يصبح لدينا مستشفيات جميلة من الخارج, وتمتلك أحدث الأجهزة الطبية, ثم نفاجأ بأن جودة الخدمات التي تقدم للمرضى بها دون المستوى, لمجرد أننا نعمل بنفس الطريقة القديمة, ولا نهتم بقياس مؤشرات الأداء لجودة الخدمة. وتطرق الدكتور خشيم إلى قضية احالة المرضى بين المستشفيات مشيراً إلى أنه إذا لم يتم تنظيم آليات تحويل المرضى بين المستشفيات, فلن تحقق هذه العملية أهدافها في خدمة الحالات الجديرة فعلا ً بالتحويل, ولن يستفيد منها المرضى الذين يجب أن يلمسوا جودة آليات الإحالة. وطالب وكيل وزارة الصحة مديري المستشفيات بالاهتمام بمؤشرات الجودة, والتي لا تقتصر على لغة الأرقام فقط, بل تشمل معايير أخرى, مثل حالات سقوط المرضى من السرير أو حالات الوفاة في غرفة العمليات أو تقرحات الفراش, وكلها معايير معتمدة في الدول المتقدمة, وتسعى الوزارة إلى اعتمادها في قياس عملية التحسن في المستشفيات. وكشف الدكتور خشيم عن مشروع " الداتا سنتر " والذي تدعمه الدولة باعتباره التحدي الأكبر من خلال السنوات الخمس المقبلة, والذي يمثل إضافة هائلة لتطوير خدمات الرعاية الصحية على المستويين الكمي والكيفي. من جانبه ألقى مدير عام إدارة الطوارئ بوزارة الصحة الدكتور طارق العرنوس, في افتتاح أعمال الورشة كلمة عن أهمية النقل الإسعافي مشيراً إلى مسؤولية أقسام الإسعاف والطوارئ في تحويل الحالات الطارئة إلى المستشفيات لتلقي العلاج في أسرع وقت وفق الآليات المتبعة. وطالب الدكتور العرنوس العاملين في أقسام الطوارئ والإسعاف بالحرص على تطوير قدراتهم والاستفادة من البرامج والدورات التدريبية التي تقدمها الوزارة من أجل الارتقاء بمستوى الأداء في التعامل مع الحالات الطارئة والحرجة. وألقى مدير عام الشؤون الصحية بمنطقة الرياض الدكتور عدنان العبدالكريم في مستهل أعمال الورشة كلمة رحب خلالها بالمشاركين, مشدداً على أهمية تطوير آليات تحويل الحالات الإسعافية إلى المستشفيات, كجزء لا تجزأ من منظومة خدمات الرعاية الصحية. من جانبه تحدث مدير إدارة الطوارئ بصحة الرياض الدكتور مصعب السعدون عن آلية تحويل الحالات الطارئة إلى مستشفيات القطاع الخاص والصعوبات التي تواجهها مثل عدم وجود أسرة لاستقبال هذه الحالات, مشيراً إلى أن لجنة دراسة الحالات الإسعافية في القطاع الخاص رصدت خلال 6 أشهر فقط 293 حالة تم تحويلها عن طريق الهلال الأحمر وعدد من الجهات الأخرى, تم الموافقة على استقبال 218 حالة منها بالمستشفيات الخاصة بنسبة تصل إلى 75 % تقريباً.