مع تنامي ظاهرة الاحتباس الحراري، يمر كوكب الأرض اليوم بأضعف حالاته البيئية عبر التاريخ. ولذلك تواجه البشرية منعطفاً خطيراً يتمثل في نهاية وجودنا كجنس بشري، حيث تواجه البيئة آثاراً مدمرة من صنع البشر مثل التلوث النفطي، وإهدار الموارد المائية، وانبعاثات الغازات السامة، وإساءة استخدام المواد البلاستيكية وبالتالي يتهدد الجنس البشري بالإبادة التامة إذا استمر التلوث البيئي على مستوياته الحالية. حيث وصل بعض المختصين إلى درجة القول بأننا نمر في مرحلة يصعب التراجع عنها وإزالة الأضرار التي نشأت بسببها، وان التسونامي، وثورات البراكين، والأعصاير المدمرة التي تجتاحنا ليست سوى ظواهر شاهدة على ذلك لم تحصل منذ آلاف السنين. وبالمقابل وفي نظرة متفائلة للمستقبل، تضافرت جهود كل من "داك" و"كارفور" في إطلاق مبادرة بيئية ترفع من نسبة الوعي بالأزمة البيئية التي نواجهها، في التوجه نحو جيل الشباب كي يكونوا سفراء للبيئة، وقامت داك بتجنيد الأطفال من كل مدرسة الفارس العالمية في الرياض ودار جنا في جدة والعالم الحديث في الخبر للقيام بتوعية المتسوّقين في متاجر كارفور حول المخاطر والآثار السيئة لبعض التصرفات المؤذية للبيئة، وحول الوسائل العديدة التي يجب عليهم اتباعها للمساعدة على إيجاد مستقبل أفضل وأنظف للاجيال القادمة. كما يعتبر القيام بدعم وتشجيع الأطفال للتحدث والمطالبة بالتغيير، من أهم المبادرات التي تقوم بها كل من داك وكارفور، نحو إيصال هذه الرسالة المهمة من خلال الجيل الذي سيكون معرضاً في المستقبل لممارساتنا البيئية الخاطئة، وهذه من أكثر الوسائل تأثيراً لجلب الانتباه لقضية لم تحظ بالهتمام الكافي بعد. وتم تدريب الأطفال للقيام بمناقشة مواضيع تتراوح بين النتائج الضارة لاستخدام البلاستيك، واستهلاك المياه الزائد، إلى عملية إهدار الطاقة وآثار الفوسفات الضارة على البيئة، بالإضافة إلى الآثار السيئة لسلوكياتنا فيما يتعلق بذلك، كما تم تأهيل الأطفال ليقدموا النصح والمساعدة حول كيفية تغيير عاداتنا لمواجهة ذلك من خلال تشجيع المتسوقين على إغلاق صنابير المياه عند عملية تنظيف الأسنان وإطفاء الأنوار عند الخروج من الغرفة ونصائح أخرى ذات صلة. وما يعلمنا إياه هؤلاء الأطفال المناصرون للبيئة هو أن التغيير لا يجب ان يكون جذرياً، ولكن عدم التغيير يمكن أن ينتج عواقب وخيمة في المستقبل، وبما إننا نعيش في بلد يعتمد اعتماداً كبيراً على النفط ومشتقاته السامة في كثير من نواحي حياتنا، فان هذه المبادرة من داك وكارفور لها أهميتها الكبيرة من حيث التركيز على المستقبل، وحمايته والتأكد من أنه أنظف وأكثر اخضراراً وإشراقاً لأجيالنا القادمة.