هاجمت وزيرة مسلمة في الحكومة البريطانية التعصب ضد المسلمين في المملكة المتحدة، وحذّرت من تصنيف المسلمين معتدلين ومتطرفين. ونسبت صحيفة ديلي تليغراف إلى وزيرة الدولة البارونة سعيدة فارسي قولها في كلمة ستلقيها أمام جامعة ليستر "إن التعصب ضد المسلمين أصبح مقبولاً اجتماعياً جراء استمرار وسائل الإعلام في بريطانيا بمناقشة الاسلام بشكل سطحي جعل الكثير من البريطانيين ينظرون إلى التعصب ضد المسلمين على أنه طبيعي وغير مثير للجدل". وستحمّل فارسي بعض الأوساط بما فيها وسائل الإعلام، مسؤولية جعل بريطانيا أقل تسامحاً مع المؤمنين بسبب مناقشتها الاسلام بطريقة سطحية وتحاملية. كما ستكشف في كلمتها أنها اثارت قضية الخوف من الاسلام (الاسلاموفوبيا) مع البابا بنديكتوس السادس عشر خلال زيارته إلى بريطانيا العام الماضي، وحثته على "خلق تفاهم أفضل بين أوروبا ومواطنيها المسلمين". وتقول البارونة فارسي "إن الجرائم الارهابية التي ارتكبها عدد صغير من المسلمين يجب أن لا تُستخدم لإدانة جميع المسلمين"، وستحث الجاليات المسلمة في بريطانيا على "أن تكون أكثر وضوحاً في رفضها لهؤلاء الذين يلجأون إلى أعمال العنف من أبنائها". وستضيف أن التعامل مع الأفراد الذين يرتكبون أعمال الارهاب الاجرامية "يجب أن لا يقتصر على القوة الكاملة للقانون، ويشمل أيضاً الرفض الاجتماعي والاغتراب في المجتمع، والحرص على استخدام أعمالهم كفرصة للإساءة إلى جميع المسلمين". وسُميّت البارونة فارسي البالغة من العمر 39 عاماً أقوى إمرأة مسلمة في بريطانيا عام 2009، وعيّنها رئيس الوزراء البريطاني كاميرون في أيار مايو الماضي رئيسة لحزب المحافظين الذي يتزعمه ووزيرة بلا حقيبة في حكومته الائتلافية، لتكون بذلك أول مسلمة تشغل منصباً وزارياً في تاريخ بريطانيا. وكانت البارونة فارسي دافعت العام الماضي عن البرقع، واعتبرت أن ارتداءه لا يمنع المرأة المسلمة من الانخراط في الحياة اليومية في بريطانيا، وقالت إن المرأة المسلمة "تملك حق اختيار ارتداء البرقع وترتديه بملء إرادتها وليس نتيجة ضغوط من الزوج أو الأهل".