تحصل الحوادث عندما لا نتوقعها ، فلا يمكن تحديد الزمان ولا المكان ولا آلية حدوثها، وتتفاقم خطورة معظمها في التأخر في معالجتها والتعامل معها كون استدعاء فرق الاسعاف يتطلب وقتا ووصولهم بالسرعة المطلوبة تحكمه العديد من العوامل ويقف على رأسها الزحام الذي تشهده شوارعنا. تخيل واثناء تناول الطعام في احد الاماكن حدثت غصة شديدة ( انسداد كلي في مجرى الهواء) لأحد الناس ولم يكن هنالك شخص مدرب على التعامل مع مثل هذه الحالات ، ما الذي سيحدث؟ انها ببساطة اختناق فتوقف للقلب وموت سريع امام اعين الناس وبصرهم. ولكن كيف لو توفر من ضمن الناس من لديه التدريب على التعامل مع هذه الحالات ؟ من المؤكد انها ستكون حادثة عابرة ربما لن يتذكرها احد. إن إعطاء دورة بسيطة في الانعاش القلبي الرئوي واستخدام جهاز ازالة الرجفان البطيني ومبادئ الاسعافات الأولية لمدة يوم واحد فقط كفيلة بتأهيل جيش من المؤهلين لتقديم خدمة الاسعاف الاولي والتعامل مع الحالات الطارئة بفاعلية مطلقة وتقليل معدل الوفيات وتجنب المضاعفات والتخفيف من الخسائر البشرية والمادية. انها مبادئ ومهارات بسيطة يستطيع اي انسان تعلمها حيث تقوم على تعلم تسلسل منطقي يمكن تذكره باستمرار يقوم على التأكد من درجة الاستجابة ثم طلب المساعدة بالاتصال على فرق الخدمات الطبية الطارئة ( 997 في السعودية 911 في امريكا ومعظم دول العالم) ثم الضغط على الصدر بشكل قوي وسريع ثم اعطاء التنفس الصناعي في دورة منتظمة بين الضغط على الصدر واعطاء التنفس حتى وصول الفرق الاسعافية. يستطيع اي انسان تعلم هذه المهارات بغض النظر عن مستواه العمري او التعليمي وهنا فانني اطالب ان يتم تدريس هذه المهارات ضمن المناهج التعليمية في المدارس والجامعات وكافة المؤسسات التعليمية وان يتم تخصيص دورات لربات المنازل والعاملات المنزليات وكذلك للسائقين والعمال والموظفين وكافة افراد المجتمع. ان تعلم هذه المهارات قد يسهم في إنقاذ أرواح أُناس ربما يكونون من اقرب المقربين اليك ، وعليه لنسعى لنشر هذه الثقافة ونقوم بتدريب مليون مسعف سنويا على الاقل . *المشرف العام لمعهد طب الطوارئ