يعتبرالتعامل مع التأثيرات الجانبية التي يخلفها تناول علاج الكورتيزون وبعض علاجات منع الرفض بعد زراعة الكلى هي التحدي الأكبر الذي يواجهه كل من أطباء زراعة الكلى وزارعي الكلى على المدى الطويل، ولا يختلف الكثير من زارعي الكلى عن غيرهم من المرضى الذين يتناولون نفس هذا العلاج في احتمال تعرضهم إلى السمنة، البول السكري، ارتفاع ضغط الدم، أو زيادة دهون الدم، وما قد يتبعها من تصلب الشرايين وأمراض القلب، ولكن الاختلاف الأكبر هو أن هذه المضاعفات تؤثر على كفاءة الكلى المزروعة والرفض المزمن. لذا من أهم أولويات الطبيب أن يرشد مريض زراعة الكلى على كيفية التعامل مع المتغيرات التي يواجهها بالنسبة لزيادة الشهية المفرطة للطعام ومتابعة المضاعفات المرتبطة بفرط تناول الطعام والتي تظهر تدريجيا بشكل مبكر على مريض زراعة الكلى وذلك للحد من تأثيراتها السلبية على الكلية المزروعة، ومن هذه المضاعفات المعروفه زيادة الوزن والسمنة. فبالإضافة إلى تناول مرضى زراعة الكلى عقار الكورتيزون الذي يعتبر المسبب الرئيسي لتحسن شهيتهم بصورة واضحة فالكثير من الزارعين يقبلون على تناول الطعام بكميات كبيرة إما برغبة منهم أو بتشجيع من الأهل أو الأصدقاء معتقدين أن مفتاح العافية يكون بتقديم ما لذ وطاب من الطعام لهم بكميات مبالغ فيها اواستمتاعهم بإحساس حرية اختيار أصناف الطعام المختلفه، فنرى زارع الكلى لا يتناول الوجبات الثلاثة الرئيسية اليومية فقط بل يتعداها إلى وجبات ثانوية تحتوي على الكثير من السعرات الحرارية والدهون، وبعد فترة قصيرة تكون النتيجة زيادة غير مرغوبة في الوزن وزيادة دهون بالدم، وتكون الزيادة الكبيرة في الوزن خلال الستة الأشهر الأولى، والتحكم في الوزن يحمي الزارع من بعض الأمراض مثل أمراض القلب والسكر وارتفاع ضغط الدم ويعتبر التحدي الأكبر هو مقاومة زيادة الوزن لذا يحتاج الزارع إلى التقليل من الأطعمة الغنية بالسعرات الحرارية مثل الدهون والحلويات والفطائر وممارسة الرياضة اليومية والقيام بقياس الوزن أسبوعياً لمدة ستة أشهر على الأقل. ويجد الطبيب تحديا آخر في التعامل من ناحية مع هشاشة العظام نتيجة لاستخدام مرضى زراعة الكلى الكورتيزون لفترة طويلة ومن ناحية أخرى محاولة إقناع المرضى بضرورة المتابعة الدورية للطبيب وعمل التحاليل بعد الزراعة حتى يمكن مراقبة الهشاشة من خلال متابعة معدلات الكالسيوم والفوسفور في الدم، وعلاج هشاشة العظام يتم عادة باستخدام أدوية يصفها الطبيب عند زيارة مريض زراعة الكلى في العيادة، ويزيد الأمر سوءاً حين يلاحظ ارتفاع في ضغط الدم أو زيادة الدهون لذا من المهم التعاون مع الطبيب بإيجاد طرق لتقليل استخدام الملح في الطعام والتركيز على التغذية الصحية بتناول الأطعمة من منتجات الطبيعة والابتعاد عن الأطعمة المحفوظة والمصنعة التي تحتوي على معدلات عالية من الأملاح والدهون، فلا يساعد العلاج وحده دون تعاون المريض في الحفاظ على الكلية المزروعة. العديد من مرضى زراعة الكلى لا يدركون ان الهدف من متابعة مرضى زراعة الكلى هو مراقبة كفاءة أداء الكلى المزروعة وحين يلاحظ الطبيب تأثر الكلى بزيادة الوزن أو ارتفاع الدهون أو ارتفاع ضغط الدم فإنه سيباشر إلى تعديل كمية البروتين والفوسفات والمعادن الاخرى بحسب كفاءة عمل الكلية المزروعة. قسم جراحة الكلى