أفردت الصحف الاسرائيلية أمس مساحة واسعة للانشقاق الذي قاده ايهود باراك عن حزب العمل الذي كان يجلس على رأسه، وشنت هجوما لاذعا عليه، واصفة اياه ب"العميل والهارب والمنشق ورجل الدمار". وحذر أهم ثلاثة محللين في صحيفة "هآرتس" أمس من أن الحكومة الإسرائيلية برئاسة بنيامين نتنياهو التي بقي فيها باراك وزيراً للدفاع بعدما تخلص من ضغوط حزب العمل وانفصل عنه، "باتت حكومة يمينية ضيقة قد تشن حرباً ضد إيران أو لبنان." ورأى المحلل السياسي ألوف بن أن "الخط المتشدد أمام إيران يكتل باراك ونتنياهو ويمنح جدوى لجلوسهما المشترك في قيادة الدولة، مدعومين برئيس أركان الجيش الجديد يوءاف غالانت الذي يعتبر مؤيدا لموقفهما وسيسعى رئيس الحكومة ووزير الحرب إلى إحباط المشروع النووي الإيراني في الوقت المتبقي من ولايتهما". وأضاف انه "من دون وجود باراك إلى جانبه، سيواجه نتنياهو صعوبة في دفع خطوات هجومية في الجبهة الإيرانية، لأن لنتنياهو لا يوجد رصيد عسكري يمنحه صلاحية أمنية عليا مثلما كان لأرييل شارون، وفقط باراك مع رتبه وأوسمته (العسكرية) وخبرته كرئيس حكومة سابق سيمنحه مظلة كهذه". من جانبه، كتب المحلل العسكري عاموس هارئيل أنه بعد أن أعلنت الإدرة الأميركية عن فشل المحادثات التي أجرتها مع حكومة تل أبيب حول استئناف المفاوضات مع الفلسطينيين وبعد انسحاب حزب العمل من الحكومة "تغيرت أجندة حكومة نتنياهو اليمينية الضيقة جدا". وأضاف هارئيل أنه "يوجد لدى نتنياهو وباراك أجندة جديدة وعلى رأسها معالجة أكثر عدوانية لإيران، وبعد الانفجار السياسي الصغير الذي نفذاه (بانفصال باراك عن حزب العمل) قد يأتي الانفجار الأكبر في السياق الإيراني". لكن المحلل السياسي عكيفا إلدار استبعد هجوما ضد إيران ، ونقل عن مسؤول سياسي إسرائيلي رفيع المستوى، وتلقى تحليلاته تقديرا كبيرا في الحلبة السياسية، قلقه من أن باراك ونتنياهو قد يشنان حربا ضد لبنان.