وضع صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية رؤية إستراتيجية واضحة للحرب على آفة المخدرات محدداً سموه ملامح العمل الواجب القيام به من قبل كل فرد من أفراد المجتمع وكافة الجهات والوزارات الحكومية وملقياً سموه في الوقت ذاته المسئولية في ذلك على عاتق الجميع عندما قال سموه في كلمته خلال ترؤسه اجتماع اللجنة الوطنية لمكافحة المخدرات أمس الأول أنه لا يستثني أي مؤسسة إجتماعية ووزارة ولا أي فرد ومواطن في أن يقدم جهده والقليل مع القليل كثير لمحاربة هذه الآفة. غالبية مرتكبي الجرائم الخطيرة «متعاطون» وفي سجلات القضاء وجهات القبض الحقيقية وحملت كلمة رجل الأمن الأول مضامين عميقة تكشف خطورة الوضع وشراسة الحرب التي تقودها أجهزة الدولة للتصدي لهذه السموم وحماية الوطن من خطرها عندما قال سموه وبكل شفافية في كلمته:" ليذهب من يريد المعرفة لسجل القضاء لينظر فيما صدر من أحكام وليذهب لجهات القبض ويرى من قبض عليهم وليذهب للجهات التنفيذية ويرى ما نفذ من أحكام". وكان الأمير نايف صريحاً وواضحاً كعادته في تحديد خطورة ما يواجهه مجتمعنا من خطر المخدرات عندما قال أن الأمر كبير وخطير وأن الدولة لن تتأخر مشيراً إلى توجيهات خادم الحرمين وسمو ولي عهده ودعمهم المتواصل لمكافحة المخدرات، وزاد قوله: إن المخدرات أخطر من الإرهاب ومن أي شيء يواجهه أي مجتمع موضحاً أنه ليس هنالك خطر أكبر من خطر المخدرات التي تصيب الأسر في أعز ما لديها وتقود لجرائم خطيرة أفاد سموه أنه عندما يتم البحث عن المعتدين في هذه الجرائم نجدهم مستعملين للمخدرات. سموه: كميات «غير عادية» تهرب إلى بلادنا «يومياً».. ولا نستثني أي جهة وفرد من تقديم الجهود لمحاربتها ولم يكن سموه مبالغاً عندما وصف ما تواجهه بلادنا من عصابات المخدرات بأنها حرب شعواء مشيراً في كلمته إلى أن الكميات التي تهرب إلى بلادنا بشكل "غير عادي أبداً"ونراها يومياً بخلاف الكميات الكبيرة التي أعلن عنها.. وبالوقوف عند هذه النقطة تحديداً نستذكر ما أعلنته وزارة الداخلية في شهر شوال الماضي من ضبطيات للمخدرات خلال 3 أشهر فقط من غرة شهر رجب حتى نهاية شهر رمضان، حيث ألقت القبض على "210" أشخاص تورطوا في تهريب وحيازة وترويج مخدرات تقدر قيمتها السوقية بأكثر من "330" مليون ريال، حيث واجه رجال الأمن مقاومة مسلحة في أكثر من "18" عملية أمنية نتج عنها استشهاد "3" وإصابة ثلاثة آخرين إضافة إلى مقتل "2" وإصابة "4" من المهربين ووفاة متعاطي وهذه الضبطية وما نتج عنها هي فقط حصيلة 3 أشهر تعد مؤشراً خطيراً جدا على شراسة المعركة مع الاستهداف المتزايد والكميات الهائلة التي تسعى عصابات المخدرات لضخها داخل المملكة لإفساد البلاد وتدمير شبابها. ولم يغفل سمو النائب الثاني في كلمته لأعضاء اللجنة الوطنية لمكافحة المخدرات الدور المهم الذي يؤديه الإعلام للتوعية بخطورة هذه السموم عندما قال: إن الإعلام له دور فاعل وكبير في هذا المجال عندما يكون العمل الإعلامي مركزا ويعمل وفق استراتيجية واضحة تؤدي الى تحقيق الأهداف ونجد النتائج ملموسة على أرض الواقع، وأضاف سموه في نهاية كلمته قوله: أعيد وأكرر أن الإعلام له دور ولذلك أطالب معالي وزير الثقافة والإعلام الذي يشاركنا الآن ورجال الإعلام الذين شاركونا في صحافتنا وفي قنواتنا التلفزيونية والانترنت أن يقوموا بحملات مركزة وفاعلة ويقدموا الأدلة على الداعي لهذه الحملات والمكافحة. النائب الثاني مترئساً إجتماع اللجنة كما شدد سموه على الدور المهم الذي ينبغي ان يقوم به أئمة المساجد في التوعية بخطر المخدرات قائلاً: أتمنى على أخي وزميلي فضيلة الشيخ صالح أن يوجه أئمة المساجد أن تقوموا بدور فاعل وهم يدركون هذا لأنها آفة حرمها الله وليس هناك عقوبة الآن في بلادنا أكثر من العقوبة التي يعاقب بها مهرب المخدرات ومروج المخدرات، كما تناول سموه الجانب الصحي في مجال مواجهة هذه المخاطر هذه الآفة موضحاً أن المستعمل لها مريض علينا أن نعالجه بكل الوسائل المؤدية الى صلاحه وخروجه من هذه الآفة. وكان الأمير نايف في مناسبات عديدة سابقة يؤكد على دور كل تلك الجهات وغيرها ومنها مؤسسات التعليم أيضا في مواجهة هذه الحرب والتصدي لمحاولات إفساد أبنائنا بإيقاعهم في آفة المخدرات عن طريق قيام كل جهة بدورها على أكمل وجه والتوعية المستمرة والمركزة لفئات المجتمع خصوصاً الشباب منهم بخطورة هذه السموم ومخططات من يسعى لتهريبها داخل الوطن. وكان المتحدث الرسمي بوزارة الداخلية اللواء منصور التركي قد جدد في مؤتمر صحفي سابق عقب إعلان الوزارة عن إحدى الضبطيات الكبيرة التأكيد على ما سبق أن أكد عليه سمو النائب الثاني بأهمية رفع مستوى الجهود للوقاية من التعاطي مشيراً إلى أن سموه وجه بدراسات وبحوث تساعد في تحديد السبل التي تؤدي لرفع مستوى الوعي في هذا الجانب. حيل عديدة لتهريب المخدرات وأكد الأمير نايف لوسائل الإعلام خلال اجتماع اللجنة الأخير أمس الأول على خطورة المخدرات وتعاطيها وخطورة المروجين، وكيف أن المجتمعات في العالم تعاني من هذه الظاهرة المؤثرة في المجتمع من خلال ضعاف النفوس وتجار المخدرات ووسائلهم المتعددة وتوريط شباب الأمة حتى عانت الأسرة والمجتمعات من هذا الداء الخطير وقال سموه " لولا وجود الأموال وغسيل الأموال لما وجدت هذه البضاعة سوقاً رائجة، ولكن يقظة رجال الأمن والمهتمين وأصحاب المؤسسات الإعلامية والتربوية لها دور كبير في كشف مخططات هؤلاء المجرمين وفضح وسائلهم وطرقهم، والمواطن أيًّا كان موقعه عليه مسؤولية جسيمة في محاربة هذه الآفات بأشكالها وأنواعها. كميات متزايدة يتم ضبطها من قبل رجال الأمن