عادت الحياة مجددا صباح امس الى العاصمة التونسية بيد ان اغلب المتاجر ظلت مغلقة بعد اشتباكات عنيفة وقعت الاحد، في وقت تنتظر البلاد اعلان حكومة وحدة انتقالية بعد ثلاثة ايام من سقوط نظام زين العابدين بن علي. وفتحت بعض المقاهي ومحلات بيع السجائر والمخابز في وسط العاصمة التي كانت رائحة البارود لا تزال تنتشر فيها، بحسب مراسلي وكالة فرانس. في شارع الحبيب بورقيبة شوهد عدد من المارة يحملون كميات من الخبز احتياطا لحدوث نقص في التموين والكثير من عناصر الشرطة المسلحين. وانتشر الجيش امام مقر وزارة الداخلية حيث نصب اسلاكا شائكة.كما انتشر العديد من عناصر الشرطة المسلحين في الشوارع المؤدية الى شارع الحبيب بورقيبة حيث كانت جرت معارك عنيفة بعد ظهر الاحد بين قناصة مختبئين على اسطح عمارات وقوات الامن. ويتوقع ان يعلن رئيس الوزراء التونسي المكلف محمد الغنوشي تشكيلة حكومة الوحدة الوطنية الجديدة التي ستتولى العملية الانتقالية حتى تنظيم انتخابات رئاسية وتشريعية في موعد اقصاه شهران بحسب الدستور.وقال معارضون انه من المتوقع ان تستبعد منها الاحزاب الموالية للنظام المطاح به.في الاثناء بدا المواطنون في وسط العاصمة غير خائفين من اشتباكات الاحد ومتحمسين.وقال النقابي مصطفى بن احمد "لسنا خائفين (..) الرئيس فر وترك البلاد تحترق (..) لكن سقط الناس شهداء هنا من اجل الديمقراطية والحرية والعدل ولن نتراجع".وغير بعيد منه في شارع الحبيب بورقيبة قال بدر الدين الشواشي (موظف 52 عاما) في تاثر باد "لست خائفا، فانا لست افضل من الشهداء الذين سقطوا ومهما كان حجم الاضرار والتضحيات فهي لا تساوي قطرة من دم شهيد تونسي واحد". واضاف "كنا (في عهد بن علي) نخجل من التصريح بهويتنا، اما اليوم فاننا نفخر باننا تونسيون".