فاتحة: عليكَ تلوتُ «النَّبأ»... وسورة «يس» و«الذاريات»!! و«فاتحة» الذكر و«الطوُّر»... كانت لك المبتدأ!! عشقناك شعراً نقيَّ الحروف... وكنت لنا الصَّخر والمتكأ!! * * * (2): مع هطول الأمطار في جدة مساء الجمعة 10/2/1432ه يأتينا النبأ الفاجع: مات سيد البيد؟! قلت: إنها ساعة رحمة، ساعة التجلي والمغفرة ساعة التقاء الأرض بالسماء!! إنها ساعة المثوبة والعطاء الرباني تستقبلك أيها الراحل العظيم.. * * * (3) كنت موقناً - أبا يوسف - بالرحيل الأبدي، لأنه «السيد الموت الذي يأخذ من كفك بعض أصابعها ومن قلبك الأوجه الطيبة»!! كنت موقناً بالرحيل، منذ خاطبك الصيخان، عبدالله ذات مساء: «قم يا محمد... ومنذ بكاك الأكثرون في حياتك/ الميتة، يوم كانت الغيبوبة حالك ومآلك!! كنت الحي/ الميت.. منذ عامين يوم غيبوبتك الصحية. اليوم تموت «يا سيد البيد».. واليوم تموت يا محمد الثبيتي.. ولكن شعرك.. وإنجازك لا يموت!! * * * (4) «تحية لسيد البيد» نص مختصر جداً - قلتُ ذلك عنك ذات مساء ثقافي في الطائف.. وقفتُ على هذا النص الشعري الجميل: «ستموت النسور التي وشمت دمك الطفل يوماً وأنت الذي في عروق الثرى نخلة لا تموت!! مرحباً سيد البيد.. وأنت الذي في حلوق المصابيح أغنية لا تموت!! وأنت الذي في قلوب الصبايا هوى لا يموت!! وقلت عنه: كل النسور تموت، والنسور سادات الفضاء إلا سيد البيد يبقى حياً لا يموت لأنه «النخلة».. ولأنه «الأغنية».. ولأنه «الهوى».. وقد كنت يا محمد أولئك الثلاثة!! لأنك سيد البيد!! رحمك الله * * * (5) رحم الله محمد الثبيتي الشاعر الفحل.. الشاعر الطلعة.. والشاعر الاستثناء!! فلقد كان موته موتاً للنخيل.. وللصحراء.. وللشاذلية.. وللقهوة المرة.. وللوطن الذي بحث عنه طويلاً طويلاً!! * * * (6) وقبل شهر من اليوم انتابتني رغبة في زيارة «الثبيتي» في داره بحي «وادي جليل» بمكة شرفها الله، التقيت بابنه «نزار» الذي شارك أباه/ الشاعر في رحلة المرض والغيبوبة وكذلك ابنه «يوسف» حفظهما الله فكانا نعم الابنين البارين عظم الله أجرهما وكساهما من حلل الرضا في الجنَّة!! زرته مع رحيمي محمد الجندي وزميلنا محمد سلطان الحفاف وألقينا على وجهه مسحة من وقر الشعر والشاعرية فتلونا على سمعه قصيدته «الحائية» الأخيرة: مضى شراعي بما لا تشتهي ريحي وفاتني الفجر إذا طالت تراويحي مزمل في ثياب النور منتبذ تلقاء مكة أتلو آية الروح فكان يتأوه وينظر تجاهنا لا مدركاً، ولكن الشعر احتواه ففاضت عيناه بالدموع.. رحم الله حبيبنا الشاعر محمد الثبيتي.. رحمك الله يا سيد البيد.. وأسكنك فسيح جناته وأحسن العزاء والمواساة لأبنائه وأسرته ومحبيه!! والحمد لله رب العالمين. * شاعر وناقد عضو نادي جدة الأدبي