سيد البيد غادرها ظامئا في المساء وودعنا صامتا وهي تمطر والأرض معشبة حوله والسماء تحلق في بعدها وهو يومئ مستشرفا زمنا في السماء * هكذا مضى سيد البيد/ محمدالثبيتي - في آخر النهر والقلب - إلى السماء.. والناس يظنون أن الرحلة إلى السماء غياب ، وانها الحضور في الخلود الأبدي. ذهب الشاعر وهو يردد ( ترتيلة البدء ) في الختام ، بعد أن كابد الأرض.. والماء .. والأرجوان : ( ما احتسى غير كأس ثمالتها: الشعر .. والأرض والماء والأرجوان ! ) رحل شاعر التضاريس بعد أن ملأ زمنه الشعري بشاعرية الصوت الجديد ، ودهشة اللغة المبتكرة، ولماحية الصورة المشتعلة بالإبهار والذهول والغموض الشفيف ، والنبض الرهيف. ما مر كالطيف ، وإنما عبر في براري الظمأ واللهفة يجتلي في الفضاءات البعيدة ينابيع مختبئة لماء جديد. ذهب ولم يترك عنوانه ، ولكنه نقش حرفه في أيقونات جيلين من الشعراء الذين اشرأبت وجوههم بعده وعليهم سيماء: التضاريس .. والشاذلية .. والزعفر ان .. والعنب الرازقي .. والدرك. * رحم الله سيد البيد .. والعزاء فيه مقام!