لم يكن اكثر المتفائلين يتوقع من المنتخب السعودي ان يذهب بعيدا في بطولة امم اسيا لكرة القدم التي تجري احداثها هذه الايام بالشقيقة قطر وذلك قياسا على الظروف التي احيطت به وبفترة اعداده، لكن لم يصل الحال بهؤلاء للدرجة التي كانوا يتوقعون فيها من الاخضر ان يكون اول الفرق المودعة، وبخسارتين من الشقيقتين سوريا والاردن الاقل خبرة وتجربة منه في مثل هذه البطولات. كان واضحا ان رفاق ياسر لن يستطيعوا الوفاء بالعهد الذي قطعوه على انفسهم لجماهير الكرة السعودية بتقديم المستويات الجيدة والنتائج الايجابية والفوز باللقب، لانهم وقعوا ضحية للاعداد الضعيف، وكان ظاهرا ان منتخبنا سيدفع الثمن باهظا في هذ المناسبة القارية نتيجة للتفريط والتهاون الذي مورس مع مدربه البرتغالي بيسيرو من قبل المسؤولين في الاتحاد السعودي رغم علمهم بتواضع امكاناته. اثار مستوى الاخضر في المباريات الاعدادية التي خاضها استعدادا للعرس الاسيوي الكثير من علامات الاستفهام، ومع ذلك لم يتحرك احد لتدارك الموقف أو يتقدم لإنقاذ ما يمكن انقاذه، لا نريد ان نزيد من الام الجرح النازف، او نبكي على اللبن المسكوب، لأن المصيبة قد وقعت، والحديث عنها بصورة متكررة ومموجة وبدون عقل قد يعقدها ويزيد من تفاقمها. الحديث عن الاخضر ينبغي الا يكون انفعاليا، او بتلك الصورة التي تابعناها في بعض الفضائيات التي كانت توحي بان ما كان يتم تداوله من البعض اقرب لتصفية الحسابات الشخصية منه الى قول الحقيقة. نعتقد ان الامير سلطان بن فهد لامس موقع الداء حينما اعترف بمسؤولية اتحاده عن الاخفاق الذي حدث في الدوحة واكد ان اتحاد الكرة والمدرب السابق بيسيرو ولجنة التطوير واللاعبين هم المسؤولون عما حدث، والاعتراف المباشر من المسؤول الاول عن الكرة وتحديده لأماكن وجهات القصور يعني ان العلاج سيكون ممكنا، وربما يحدث في اسرع وقت، اذا تمت الاستعانة باطباء مهرة. لكننا نريد من الامير سلطان ان يذهب لابعد من ذلك، وننتظر منه ان يعيد النظر في لجان الاتحاد الحالية، ويدعمها بالكوادر المؤهلة والكفاءات الناضجة واصحاب المبادرات حتى تصبح برامجنا المحلية مضرب مثل ومتسقة مع مشاركاتنا الخارجية، لقد عانينا في الموسم الماضي والمواسم السابقة من عدم وضوح الرؤية حول برمجة المنافسات المحلية، وشعرنا بذلك القصور في فترة اعداد المنتخبات الوطنية. لذلك لا نريد لتلك التجارب ان تستمر وتتكرر، فالتغيير الذي ننشده اذا حدث قد يغير من واقعنا الحالي وينقلنا الى افاق ارحب.