يبدو أن العالم على وشك مواجهة "صدمة" في أسعار الغذاء قريباً، مع استمرار ارتفاع أسعار كثير من السلع الأساسية، خاصةً في ضوء التحذيرات التي أطلقتها الأممالمتحدة مؤخراً، من أن العالم قد يشهد أزمة غذائية، ربما تكون أكثر قسوة من تلك التي شهدها عام 2008. وجاء تقرير حكومي حديث أصدرته وزارة الزراعة الأمريكية في إشارة إلى أن مخزون الولاياتالمتحدة من الحبوب الغذائية عند أدنى مستوياته، بمثابة مفاجأة للتجار الأمريكيين، ما أدى إلى ارتفاع أسعار الذرة وفول الصويا إلى أعلى معدل لها خلال ال30 شهراً الأخيرة. جاء هذا الارتفاع الكبير في أسعار المواد الغذائية بعد أيام على صدور تقرير آخر عن منظمة الأممالمتحدة للأغذية والزراعة "الفاو"، تضمن تحذيراً من الأزمة الغذائية التي شهدها عام 2008، وتسببت في اضطرابات بمختلف أنحاء العالم، التي قد تتكرر إذا ما واصلت أسعار الغذاء ارتفاعها. ورغم أن بعض المسؤولين أبدوا ارتياحاً نسبياً لاستقرار أسعار الأرز الذي يُعد مصدر الغذاء الأساسي لكثير من الدول الآسيوية، إلا أنهم حذروا من أن استمرار ارتفاع أسعار السلع الأخرى، خاصةً الحبوب الغذائية وفي مقدمتها القمح، مما يلقي تبعات وخيمة على المجتمعات الفقيرة. وقال خبير الاقتصاد الزراعي بجامعة ولاية "أيوا"، تشاد هارت، في إطار تعليقه على تقرير وزارة الزراعة الأمريكية: إن مخزون الذرة وفول الصويا قد بلغ أدنى مستوياته في واقع الأمر، وسوف تشهد الأسواق ارتفاعاً كبيراً في الأسعار. أما رئيس مؤسسة أغريسورس دان باسي، فقال: لا يوجد مجال لمزيد من الأخطاء، فإذا ما وقعت أية مشاكل في أحوال الطقس خلال الموسم القادم، فإننا سوف نشهد أعلى ارتفاع على الإطلاق في أسعار الذرة والصويا، كما سينخفض معدل إنتاج القمح إلى أدنى مستوياته. وحذر كثير من التجار والمحللين من أن التقرير الأخير حول حجم المخزون الأمريكي من الحبوب، وتراجع المخزون العالمي، يعني أنه لن يكون هناك مجال لتحمل مزيد من المشاكل المناخية، في الوقت الذي تستعد فيه كل من البرازيل والأرجنتين، وهما من أكبر منتجي الحبوب في العالم، لبدء موسم الحصاد قريباً. وكانت أسعار الذرة قد سجلت ارتفاعاً في الأسواق الأمريكية بنحو 5%، لتصل إلى 6.37 دولارات للمكيال، وهو أعلى سعر لها منذ يوليو 2008، بينما سجلت أسعار فول الصويا في شيكاغو ارتفاعا بنسبة 5.2%، ووصلت إلى 14.2 دولار للمكيال، وهو الأعلى منذ أواخر نفس العالم.