أكد وزير الزراعة الدكتور فهد بن عبدالرحمن بالغنيم ارتفاع نسبة الوعي لدى المواطنين والمزارعين ، بخطر نقل فسائل النخيل من مكان لآخر دون فحصها والتأكد من خلوها من أي أمراض ، وبالذات إصابتها بسوسة النخيل الحمراء. وقال في تصريحٍ عقب تدشينه الحملة الوطنية لمكافحة سوسة النخيل الحمراء في مزرعة محمد بن غيث بالدرعية أمس " إن مستوى الوعي بخطر نقل فسائل النخيل المصابة بسوسة النخيل يزداد ويتحسن ". وأبان وزير الزراعة أن المواطن اليوم أصبح يعي خطورة التعامل مع هذه النخيل ، وينتقد السلوك الذي يتخذه البعض من نقل فسائل النخيل من دون فحصها والتأكد من سلامتها وخلوها من الأمراض وخصوصا سوسة النخيل، مؤكدا ثمرة الجهود التوعوية والإرشادية التي قامت بها الوزارة منذ سنوات لمكافحة سوسة النخيل بشتى الوسائل. ولفت معاليه النظر إلى أن تلك الجهود بحاجة إلى مزيد من الدعم والمتابعة المستمرة من قبل جميع شرائح المجتمع ، منوها أن هذه الحملة تأتي في سياق الوصول إلى نسبة مكافحة عالية ، وفي المقابل نسبة إصابة متدنية جداً. وتابع الوزير القول " الجهود التي تمت حتى الآن لها أثر واضح على مستوى توعية المزارعين والمواطنين ، ولكن لم تكن كافة لإيصال مستوى الإصابة إلى المستوى المقبول ، ونضطر إلى عمل مثل هذه المناشط " ، ويعني بذلك الحملة الوطنية لمكافحة سوسة النخيل. وأبدا الدكتور بالغنيم رغبته أن تعم الحملة جميع مناطق المملكة وأن تكون على المستوى المطلوب والمأمول ، وأن تتخذ الوزارة مبدأ " الوقاية خير من العلاج " كطريق يمهد للقضاء على نسبة كبيرة من هذه السوسة التي تفتك بثروة غالية على هذه البلاد وهي النخلة. ونوه بالدعم الذي وجدته الحملة من قبل حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود - حفظه الله - بتخصيص مبلغ 120 مليون ريال للحملة ، وذلك بالتنسيق مع وزارة المالية. وشرح معاليه فكرة الحملة التي تتركز في تدريب فنيين سعوديين للتعامل مع الأسلوب الجديد الذي تتخذه الوزارة لمكافحة سوسة النخيل عن طريق جهاز الحقن الجديد كليا ومعدات الفرم. وزاد يقول " قامت الوزارة باستقطاب مدربين من خارج المملكة من أجل تدريب المختصين من فنيي الوزارة لكيفية التعامل مع جهاز الحقن ، وهو جهاز يعمل بطريقة آلية ويدوية ، منخفض الضغط ، ومزود بمبيد حشري مكافح تم تطويره في المملكة تحقن به النخلة داخل جذعها بمقدار معين. وأشار وزير الزراعة إلى مرحلة الحقن تأتي بعد أن يتعرف المزارع أو المختص على مكان الإصابة ونوعها ، منوهاً إلى أن المرحلة الأصعب هي تحديد النخلة المصابة من غيرها ، وهي مرحلة استطاعت الوزارة من خلال تعاونها مع الجهات ذات العلاقة بتطوير آلية تعرف ب " الفرمونية " وهي مصائد لسوسة النخل توضع داخل المزرعة تحتوي على مادة تجذب سوسة النخيل إليها ،وبالتالي يتعرف صاحب المزرعة إن كانت نخلته مصابة أم لا. وأوضح الدكتور بالغنيم أن الوزارة تعمل على هذا الإجراء منذ ثلاث سنوات من أجل التأكد من صلاحية المكافحة الحديثة. وأضاف " عرض مختصون من إيطاليا جهاز الحقن على الوزارة قبل ثلاث سنوات ، ودخلنا معهم في تجربة في مختلف مناطق المملكة ، وخلال هذه الفترة حصل تطوير لمعدات وأجهزة الحقن وصولا إلى مرحلته الملائمة لاحتياجات النخلة حاليا ". وعن اختيار مزارع الدرعية مكانا لانطلاق الحملة أكد معاليه أن الدرعية تمثل إحدى مناطق المملكة الزراعية المصابة بسوسة النخيل الحمراء. وحذر الغنيم من نقل النخيل من دون الحصول على إذن بذلك من الجهات المعنية ، منوها بأن عمليات النقل العشوائية التي تتم احيانا تمثل مشكلة كبيرة للوزارة ، وللثروة الزراعية في المملكة. وزير الزراعة يطلع على آلية حقن النخيل وإتلاف النخلة المصابة. وقال في هذا الشأن " إن المشكلة الرئيسية التي نواجهها اليوم هو النقل العشوائي للنخيل من منطقة إلى منطقة ، وهذا أخطر عمل يتم القيام به الآن ، الذي يتسبب في نقل وانتشار هذه السوسة ، لذلك هناك حماية تشريعية قائمة الآن تحد من هذه المشكلة باستخدام نظام الحجر ولوائحه التنفيذية ، فيما تم التنسيق مع وزارة الداخلية بهذا الخصوص " لافتا إلى أن هناك حملة قوية لإيقاف هؤلاء وفرض غرامة عليهم ". وشدد معالي وزير الزراعة على من ثبت تضرر مزرعته بسوسة النخيل بأنه لا يمكن أن يسمح لهذا الضرر أن يستمر وينتقل إلى مزارع أخرى ، وفي هذه الحالة نحن نستعين بالجهات المختصة . وعن أسلوب الردع أكد معاليه أننا بحاجة إلى زيادة ، مؤكدا أن الوزارة لا تستغني عن دور الأمن العام وما يقوم به من جهود في هذا الجانب. وفي ختام تصريحه دعا وزير الزراعةجميع المواطنين والمقيمين والمزارعين والمهتمين إلى التعاون مع الوزارة بما يكفل الإقلال من أضرار سوسة النخيل ، ومكافحتها بالتوعية والإرشاد ، كما دعا الجميع إلى ضرورة أخذ الحيطة والحذر من استقبال النخيل مجهولة المصدر إلا بعد التأكد من سلامتها من كل الأمراض. وكان قد دشن وزير الزراعة أمس الحملة الوطنية لمكافحة سوسة النخيل الحمراء بحضور صاحب السمو الأمير احمد بن عبدالله بن عبدالرحمن محافظ محافظة الدرعية وذلك بمزرعة محمد بن غيث بمحافظة الدرعية. وبدئ الحفل المعد بهذه المناسبة بتلاوة آيات من القرآن الكريم ثم ألقى وكيل وزارة الزراعة لشؤون الزراعة رئيس اللجنة الإشرافية للحملة الوطنية لمكافحة سوسة النخيل الحمراء المهندس محمد بن عبدالله الشيحة رحب فيها بالحضور. وأوضح أهمية تواجد الجهات التنفيذية والمزارعين والمهتمين في هذا الحفل والذي يعبر عن التواصل والتلاحم بين الجهات التنفيذية والمزارعين والمهتمين من محبي شجرة النخيل المباركة. وبين المهندس الشيحة أن النخلة لا تحتاج إلى تعريف بقيمتها وأهميتها فقد ذكرت وكرمت في القرآن الكريم وأوصانا بها رسولنا عليه أفضل الصلاة وأجل التسليم وذكرها ووصفها وتغنى بها الأدباء والشعراء وافتخر باقتنائها الأغنياء والفقراء ولها مكانة عظيمة في أنفسنا فهي ركيزة من ركائز اقتصادنا الوطني وأمننا الغذائي وما اعتبارها شعاراً لدولتنا وتجسيدا علمياً لمكانتها. وعد سوسة النخيل الحمراء من اخطر الآفات التي تهاجم النخيل ولا يزال نخيل بلادنا في عدد من المناطق تعاني منها أكثر من عشرين عاماٌ. وأشار وكيل وزارة الزراعة لشؤون الزراعة إلى جهود وزارة الزراعة التي تبذلها لمكافحتها حيث سخرت كافة الإمكانيات البشرية والفنية المتاحة للتصدي لها والحد من انتشارها وذلك بتكوين فرق ميدانية للمكافحة في كل المناطق التي اكتشفت فيها الإصابة. واعتمدت الوزارة برنامجاً مستقلا لمكافحة سوسة النخيل الحمراء بكافة المناطق يعتمد على إستراتيجية تتمثل في الاستكشاف المبكر للإصابة باستخدام المصائد الفرمونية والضوئية ، ومعالجة الإصابة في مراحلها الأولية ، إزالة النخيل شديد الإصابة والتخلص منه بطريقه سليمة حتى لا يكون مصدراً لإصابة النخيل السليم داخل أو خارج المزرعة. وتطبيق نظام الحجر الزراعي الداخلي وإيقاع الغرامات على المخالفين لتعليمات نقل الفسائل وذلك بالتعاون مع وزارة الداخلية ، التوعية الإعلامية والإرشادية لرفع وعي المزارعين بالتعرف على هذه الآفة وطرق اكتشافها ومكافحتها. كما حرصت الوزارة على جمع اكبر معلومات ممكنة عن هذه الحشرة وسلوكها وقامت باستشارة خبراء متخصصين في الداخل ومن دول سجلت بها هذه الحشرة منذ سنوات طويلة ولهم خبرة في مجال مكافحتها والعمل على الاستفادة من الوسائل العلمية والتقنيات الحديثة المتاحة للكشف عن الإصابة في وقت مبكر وقبل استفحالها. ولفت المهندس الشيحة إلى أن الحملة تهدف إلى تكثيف مكافحة هذه الحشرة والسيطرة عليها والحد من انتشارها باستخدام تقنية جديدة لمكافحة وكذلك زيادة الوعي بخطورة هذه الحشرة وذلك في مواقع الإصابة الموجودة في مناطق المملكة لمدة سنتين حيث تم توفير متطلبات هذه الحملة. وأشار إلى انه تم توظيف كوادر سعودية فنية وتأمين الأجهزة والمعدات والسيارات والمبيدات المتنوعة بجانب الكوادر العاملة طوال السنوات الماضية في البرنامج والآليات والسيارات كما تم إنشاء غرفة عمليات بالوزارة لتلقي البلاغات عن الإصابة ومتابعة سير العمل في مناطق الإصابة بشكل يومي إضافة إلى تنفيذ حملة إعلامية توعوية مصاحبة لهذه الحملة الميدانية. وأوضح رئيس اللجنة الإشرافية للحملة الوطنية لمكافحة سوسة النخيل الحمراء أنه سيتم استخدام طريقة جديدة للمكافحة في هذه الحملة لم يتم استخدامها من قبل تم التوصل إليها بعد عمل تجارب حقلية على نخيل مصاب ولمدة سنتين ونصف السنة وتتمثل في الحقن الشامل بالمبيد في جذع النخلة تحت ضغط منخفض بواسطة جهاز الحقن وكانت النتائج مشجعة في القضاء على الحشرة بجميع أطوارها حيث جاوزت نسبة النجاح 80 % بالمقارنة بطريقة المكافحة الأخرى. وقد أوصى الفريق الفني بأهمية تطبيق هذه التقنية وان تكون العنصر الأساسي ضمن منظومة المكافحة المتكاملة لحشرة سوسة النخيل الحمراء وسيتم تطبيقها بإذن الله لمعالجة النخيل المصاب والنخيل غير المصاب في دائرة قطرها 3كم من النخيل المصاب أما النخيل المصاب بدرجة عاليه وغير قابل للمعالجة فيتم التخلص منه بالإزالة وتعتبر طريقة الحقن وسيلة حديثة للقضاء على سوسة النخيل الحمراء وأطوارها داخل النخلة بواسطة جهاز حقن سهل الاستخدام. إثر ذلك شاهد الجميع فيلما عن مكافحة سوسة النخيل الحمراء ثم ألقيت كلمة المزارعين ألقاها نيابة عنهم المزارع سعود بن عبدالله بن طالب رحب فيها بالحضور ، مبيناً أهمية الحملة وأنها تنبع من الأخطار العظمية والأضرار الجسيمة التي تسببها هذه الآفة سوسة النخيل الحمراء فهي من أخطر الآفات الحشرية التي تهاجم النخيل الذي يعد من أهم الثروات الزراعية والغذائية في المملكة العربية السعودية منذ القدم إلى يومنا هذا بحيث تقضي هذه السوسة إلى موت النخيل. عقب ذلك قام صاحب السمو الأمير احمد بن عبدالله بن عبدالرحمن محافظ محافظة الدرعية و وزير الزراعة بتكريم الداعمين ، كما قام بزيارة ميدانية للاطلاع على آلية حقن النخيل وإتلاف النخلة المصابة. وتجول سمو محافظ الدرعية يرافقه معالي وزير الزراعة في المعرض المصاحب للحملة والذي يحتوي على منتجات النخيل والصناعات اليدوية من النخيل والأجهزة المستخدمة في الرش وغيرها.