حكاية الوفاء التي بدأت بين خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وشعبه حكاية طويلة ولها رائحة ملأت روح هذا الوطن الذي يجمع بين حناياه ملايين من الشعب الذين اقتربوا من خادم الحرمين الشريفين وأحبوه بأفعاله ومواقفه الإنسانية الكبيرة والشامخة قبل أن يتقلد "الحكم" في المملكة حينما كان ولياً للعهد يزور المناطق الفقيرة في أنحاء المملكة ويدخل بيوتهم وربما تذوق رغيف خبزهم وبادلهم "المزاح" ليشعرهم بأنه واحد منهم، ينتمي إلى كل فرد من أفراد وطنه مهما كان جنسه أو لونه أو طبقته ثم بعد توليه لمقاليد الحكم وهو مازال كما خبروه "شعبه" الرجل النقي الصادق القريب أيضا منهم بكل ذلك القدر من التلقائية والطيبة في تعاملاته وبتعليقاته الجميلة التي سكنت قلوب شعبه حينما كان يشعرهم دائما من خلالها بأنه "الأب والأخ والصديق لهم" فلم يغيره شيء فلمسوا تلك الإنسانية بمداعباته للأطفال حينما يزورهم وهم مرضى وبخفة ظله في "المناسبات الوطنية المتعددة كالجنادرية وغيرها حينما يتنقل بين المواطنين فيناقش هذا في حرفته ويسأل ذاك عن صنعته ويمازح "عجوز" مر بالقرب منه بتلك الإنسانية وبرسائله الجميلة كان "هو" وكانت علاقته "بشعبه" ومن هناك بدأت حكاية الولاء مع هذا "الملك" ومع الشعب السعودي الذي يحسه قريباً منه. لم تكن دموع "علي العسيري" الرجل العجوز الذي ظهر في إحدى القنوات يتجول في "السوبر ماركت" يشتري مؤونة لأبنائه ليفاجأ بسؤال المذيع عن شعوره تجاه خروج خادم الحرمين الشريفين "حفظه الله" من المستشفى "بعد إجراء العملية سالما هي الدموع الوحيدة التي تفجرت من عينيه دون مقدمات بعد أن اختنق صوته بداخله ليعبر ذلك الموقف عن مدى القرب الشديد الذي يحتله "الزعيم" مع شعبه الذي أحبه كثيرا، بل إن هناك الكثير من الدموع التي تطابقت مع دموع "العسيري" منذ اللحظة الأولى الذي أعلن فيها الديوان الملكي بإصابة "الملك" -حفظه الله- بعارض صحي وهو الأمر غير المسبوق في المملكة والذي يدل على الشفافية العالية التي يحب "القائد" أن تزرع بينه وبين شعبه وتدرجا في الإعلان عن تطورات حالته الصحية حتى قرار سفره "لنيويورك" لإجراء عملية له وهو المشهد الذي بث مباشرة من المطار ليشاهد الشعب السعودي حاكمهم "يودع" من جاء لوداعه قبل سفره وهو يقعد على كرسيه حتى وكأن المملكة بشعبها المحب وبجميع أنحاء تقاسيم الوطن كانت تجلس معه وبداخله تنتظره يقف من جديد على قدميه "معافى" حتى تشعر بأنها وقفت من جديد على قدميها "فهو ظهر هذا الوطن" وسنده فتمزقت قلوبهم حزنا وخوفا عليه، ثم تدرجا بتلك الشفافية عن الأخبار التي كانت تتحدث بإجراءات علاجه -حفظه الله- حتى بدء العملية التي أجريت له والإعلان عن نجاحها لتلهج ألسنة المواطنين بالدعاء له بأن يتم شفاؤه ويرونه سليما معافى.... لكنه "حفظه الله" يعلم بمدى عهد الوثاق الذي بينه وبين شعبه ويعلم بمدى ذلك القدر من الحب الذي يجمعه بالشعب السعودي فيصر على الخروج من المستشفى في نقل حي له وهو يمشي بخطوات "الأسد" والزعيم الذي مازال قويا بعزمه فشاهد الملايين والملايين من داخل المملكة ومن خارجها ممن أحبوا هذا الرجل الحائز على أكثر شخصية مؤثرة قيادية "الزعيم" الذي يمشي وسط محبيه ويتوسط طاقم المستشفى المعالج تغمرهم السعادة بخروجه "مبتسما" راضيا فمحبا مصافحا بروحه جميع معاني الوفاء والحب لكل من أحبه وكأنه بتلك اللفتة "يصر على أن يستقبله "شعبه" وهم في دار المملكة ينتظرونه بشوق... فتحلق الملايين من الشعب السعودي في تلك اللحظة حول "التلفاز" ينظرون بدموع الفرح والتأثير لقائدهم "الملك" وهو يسير بخطوات بدت تطرق بداخل قلوبهم وهو المشهد الذي أثار معه الكثير من حكايات الولاء والانتماء لهذا "الزعيم" فبيوت السعوديين في ذلك اليوم امتلأت بالكثير والكثير من الحنين والفرح والوفاء. تقاسم الأطفال أيضا حكاية "الولاء والوفاء تلك" من "زعيمهم الكبير" فمرام ابنة الثانية عشرة تقاطعني في حديث طويل مع صديقتي التي زرتها ذات مساء لتقول لي بعد صمت طويل لها في المجلس وبصوت يحمل "دم الانتماء والحب" خالتي... هل علمتي بعملية "بابا عبدالله" لأنظر لها في دهشة ثم أبتسم لأقول "نعم .. ونحن ندعو له جميعا بالشفاء"... ثم تنظر إلى قاع الأرض وكأنها تنظر لقاع الخوف وتقول "بكيت عليه كثيرا... وتأثرن جميع صديقاتي في المدرسة لأنه سافر للعلاج.. ودعونا له .. وكتبنا له الكثير من الرسائل على لوح السبورة في المدرسة بأن قلوبنا معه... خالتي... نحن نحب الملك عبدالله كثيرا لأنه "مره طيب".. بتلك العبارات العشوائية والصادقة والجميلة أقفلت "مرام" حكاية ولائها وارتباطها "بوالدنا الكبير" الذي غادر في رحلة شفاء وترك قلوب الأطفال قبل الكبار معلقة به.. فكيف وصل إليهم! وكيف اقترب من قلوبهم! ثم كيف استطاع أن يشعرهم بأنه واحد منهم حد التصاقه بعالمهم الذي يسكنوه "وهو القائد" الذي يقود هذا الوطن بكل ثقة وحب وحرص على مصالح شعبه. علي العسيري والطفلة مرام الصفراء وغيرهم الكثير مقدمات لآلاف من القلوب التي تنتظر بشوق غامر "عودة" مليكنا الكبير "لأرض الوطن التي اشتاقت كثيرا لأن يحتضنها ويرأسها ويواصل فتح الأبواب الكثيرة التي فتح منها الكثير أنها أبواب الخير من " أبو الخير " الملك عبدالله بن عبدالعزيز " أعاده الله سالما ومعافا للمملكة ولشعبه الذي مازال يقولها بصوت مرتفع حتى في الشوارع (سلامتك ياوالدنا).