اعادت كوريا الشمالية مستوى تأهب قواتها الى الدرجة التي كان عليها قبل اندلاع الازمة مع الجنوب في نهاية تشرين الثاني/نوفمبر مما حدا بالقوات الكورية الجنوبية والاميركية الى ان تحذو حذوها، في مؤشر على تراجع حدة التوتر في شبه الجزيرة الكورية، كما ذكرت وكالة انباء يونهاب الجمعة. وقالت الوكالة الكورية الجنوبية نقلا عن مصدر حكومي في سيئول ان كوريا الشمالية رفعت مؤخرا مستوى التاهب الخاص الذي اصدرته في 21 تشرين الثاني/نوفمبر الى قواتها المسلحة المتمركزة على الساحل قرب الحدود البحرية مع كوريا الجنوبية. ونقلت يونهاب عن المصدر قوله ان "الجيش الكوري الشمالي الغى مؤخرا الامر الذي اصدره الى جنوده بان يكونوا على استعداد لاي طارىء، وهو امر صدر بسبب مناوراتنا العسكرية (هوغوك)". واضاف ان الجيش الكوري الجنوبي والقوات الاميركية المنتشرة في كوريا الجنوبية قامت على الاثر باعادة درجة التأهب الى مستواها "الطبيعي". ورفض متحدث باسم وزارة الدفاع الكورية الجنوبية التعليق على هذه المعلومات. وارتفعت حدة التوتر في شبه الجزيرة الكورية منذ ان قصفت كوريا الشمالية في تشرين الثاني/نوفمبر جزيرة كورية جنوبية تقع على مسافة بضعة كيلومترات من سواحلها. لكن مستوى التوتر عاد منذ نهاية كانون الاول/ديسمبر الى التراجع مع اعلان كوريا الشمالية في بيان رسمي استعدادها لبدء "مفاوضات غير مشروطة وبشكل سريع" مع كوريا الجنوبية من اجل تهدئة التوتر الشديد السائد بينهما. ودعت كوريا الجنوبية جارتها الشمالية الجمعة إلى إظهار التزامها بالحوار من خلال الاقوال والافعال مقللة من أهمية المساعي التي تقوم بها الدولة الشيوعية لاحلال السلام ووصفها بأنها "كلام رنان روتيني". ونقلت وكالة يونهاب الكورية الجنوبية للانباء عن نائب وزير التوحيد أوم جونج سيك قوله في مقابلات مع محطات محلية امس إن البيان لم يبدو صادقا بشكل كاف وأن الشمال يتعين أن يتخذ أولا "إجراءات مسؤولة عن استفزازاته". وقال أوم لقناة "كيه.بي.إس.1" التلفزيونية الكورية الجنوبية إنه من "خلال الشكل والمحتوي أعتقد أنه من الصعب رؤية أن (البيان) اقتراحا رسميا لاجراء محادثات". من جانبها دعت الولاياتالمتحدة واليابان كوريا الشمالية إلى إظهار خطوات ملموسة تجاه تطبيق التزاماتها الدولية، وحذرتا من ان الهجوم الشمالي على جزيرة جنوبية والكشف عن موقع جديد لتخصيب اليورانيوم يهددان السلام في المنطقة، كما شددتا من جهة أخرى على ضرورة إقناع إيران بالمشاركة بجدية في المفاوضات حول ملفها النووي. وقالت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون بعد لقائها مع نظيرها الياباني سيجي مايهارا ، إن كبح انتشار السلاح النووي سيبقى أساسياً في التعاون الاستراتيجي بين الدولتين، وأن "الهجوم الكوري الشمالي على جزيرة يونبيونغ بدون أي استفزاز والكشف مؤخراً عن برنامج تخصيب اليورانيوم يضيئان على السلام الهشّ في شمال شرق آسيا والتهديد المستمر للأمن الإقليمي". واضافت "نحن مصممون على التقدم لوضع حدّ للتصرف المستفز والتركيز على نزع الأسلحة النووية من شبه الجزيرة الكورية". وشدد الطرفان على ضرورة أن تقوم كوريا الشمالية "بخطوات جدية" بهدف إعادة إطلاق المحادثات السداسية حول ملفها النووي (وتضم كوريا الجنوبية والشمالية والولاياتالمتحدة والصين وروسيا واليابان)، لتطبق التزاماتها الدولية بموجب الإعلان المشترك ل19 أيلول/سبتمبر عام 2005.