رفضت كوريا الجنوبية امس دعوة الشمال الى إطلاق حوار غير مشروط بين الكوريتين لحلّ الأزمة الراهنة بينهما ، وطلبت من بيونغ يانغ إثبات صدقيتها بشأن تحسين العلاقات. ونقلت وكالة أنباء (يونهاب) عن الناطق باسم وزارة الخارجية كيم يونغ سان قوله «شددنا على أهمية ان تظهر كوريا الشمالية سلوكاً صادقاً بشأن الحوار بين الكوريتين والعلاقات بينهما.. وتدرس الوكالات المختصة الخلفية والدوافع الكامنة وراء هذا الاقتراح». وأضاف الناطق أن على الشمال إظهار جدية حول الاقتراح ليس عبر الكلام بل الفعل، واتخاذ «الإجراءات التي يمكن لشعبنا والمجتمع الدولي ان يعتبرها سلوكاً مسؤولاً»، في إشارة إلى طلب الاعتذار بشأن الهجمات الشمالية العام الفائت. وقال «نعيد التأكيد بأننا منفتحون للحوار، لكن هناك بالتأكيد أمور على الشمال القيام بها لتظهر وجود جدية حقيقية قبل الالتزام في هذه المفاوضات». من جهتها دعت وزارة الخارجية الأميركية كوريا الشمالية إلى إظهار استعدادها للتصرف بجدية وإجراء مفاوضات مستدامة وبناءة مع كوريا الجنوبية. وقال المتحدث باسم الوزارة فيليب كراولي ان على بيونغ يانغ أن تظهر انها صادقة بعرضها إجراء مفاوضات «وهذا أمر لا بد أن تظهره لكوريا الجنوبية والآخرين أيضاً في هذه العملية» . وأكد كراولي ان أميركا منفتحة على الحوار ، لكنه أضاف «نحن نريد أن نرى وأن نتأكد من ان كوريا الشمالية تتخذ الخطوات المناسبة، فنضمن أن يكون الحوار، إذا ومتى حصل، بناء». وشدد على انه يتوجب على الشمال أن يجعل الآخرين يثقون بأن عرض الحوار متزامن مع التزام بتفادي أية استفزازات إضافية. أما وزارة الخارجية الصينية فقد أعلنت أمس ان بكين «تؤيد الاتصالات والحوار» بين الكوريتين، غداة عرض بيونغ يانغ اجراء مفاوضات «غير مشروطة وبشكل سريع» مع كوريا الجنوبية. وقال المتحدث باسم الخارجية هونغ لي خلال مؤتمر صحافي اعتيادي «اننا نؤيد قيام اتصالات وحوار بين الاطراف المعنية». وتابع «نأمل ان يبذل (البلدان) جهودا مشتركة لاستئناف المفاوضات السداسية بدون ابطاء» حول البرنامج النووي الكوري الشمالي. واعلنت كوريا الشمالية في بيان رسمي أول أمس الاربعاء استعدادها لبدء «مفاوضات غير مشروطة وبشكل سريع» مع كوريا الجنوبية من اجل تهدئة التوتر الشديد المخيم بينهما. واكدت بيونغ يانغ في بيانها الذي اتسم بلهجة تصالحية غير اعتيادية انها «مستعدة للقاء اي كان في اي وقت واي مكان» داعية الى «حوار واسع النطاق ومفاوضات».