من نعم الله على الإنسان أن وهبه نعمة الوعي لكي يعيش حياة هادئة بعيداً عن الانزلاق في دوامات الحياة وأزماتها الصعبة . بدأت بالبحث عن معنى كلمة الوعي ولم أجد تعريفا واضحاً شاملاً ، ولو سألت عزيزي القارئ عن سبب ذلك لأجبتك بأن الوعي لا حدود له ولا قيود عليه. فالوعي:هو أن يدرك الإنسان تمام الإدراك عواقب كل فعل وخطر ونفع كل ما ينوي القيام به أو الامتناع عنه في شتى مجالات الحياة.ولو سألت هل نحن مجتمع واعٍ لوجدت انقساماً كبيراً و بوناً شاسعاً في الإجابة بين المغَتر بنفسه والظالم لها فالحقيقة بأن تعاليم الإسلام تجعل من المتمسك بها مدركاً وواعياً. ولكن ما نشاهده في كثير من المواطن تجعلك تتوقف عندها كثيراً راجياً الوصول إلى السبب ومن ثم معالجته بأفضل الطرق.فمنذ سنوات طويلة والتوعية المرورية تحذر من تجاوز الإشارة الحمراء و لكن مازلنا نشاهد من يفعل ذلك وبكل رعونة واستهتار ضارباً بالأنظمة المرورية وسلامة الأرواح والممتلكات عرض الحائط . كما سئمنا كثرة التعليمات من شركة الكهرباء حول تخفيف الضغط أثناء فترة الذروة ومع ذلك تجد الكثير لا يسمعون لهذا الأمر و كأن المعنيين به هم شعب آخر. ولو تأملنا ماهي العوامل التي تجعل من الانسان واعياً لوجدناها متوفرة لدى كل مواطن سعودي ولله الحمد. فبما أن الأمي لا أقول بدون وعي ولكن بوعي غير شامل أو غير متزامن مع تغير ظروف الحياة فكان التعليم مما سارعت الدولة لإنشائه والتحفيز له بإعطاء الطلاب مكافآت نقدية ومجانية التعليم وإيصاله إلى مناطق بعيدة في المملكة. بلا شك أن توسيع آفاق الإنسان من الجنسين يكون عبر بوابة للوعي الناضج و ذلك عن طريق القراءة التي يستقيم معها التفكير وضبط الأهواء والنزوات وقد كانت المكتبات العامة ومازالت تفتح يديها للزوار الكرام وعندما تنظر إلى الشعوب المتقدمة لا تجد عندهم مزيداً عن ما نملكه ولكنه احساس كل فرد لديهم بما تمليه عليه مواطنته . :جميع الدوافع تقودنا إلى أن نكون شعباً واعياً بمجالات الحياة التنظيمية منها والاخلاقية. ولكن يجب الأخذ على يد هؤلاء الشرذمة من قبل مؤسسات الدولة فأنا لا أطالب بالعقوبة بل اطالب بالأخذ على أيديهم لمحاولة اصلاحهم وفق ما تمليه النظريات والقواعد في علم النفس و الاجتماع ليكتمل العقد في منظومة مجتمعنا الواعي.