سلطت جريمة استشهاد المواطنة جواهر ابو رحمة من قرية بلعين غرب رام الله، الضوء على خطورة الغاز الذي تستخدمه قوات الاحتلال بكثافة دون حسيب او رقيب ضد المتظاهرين فقط في الأراضي المحتلة، على رغم من محاولاتها اخلاء مسؤوليتها عن هذه الجريمة. وذكرت صحيفة "هآرتس" الاسرائيلية ان الغاز الذي يستخدمه الجيش الاسرائيلي هو من نوع " سي اس"، وقد تم تطويره قبل نحو خمسين سنة في بريطانيا وفي الولاياتالمتحدة، ودخل حيز الاستخدام في جيوش وقوات الشرطة في أماكن عديدة في العالم. وأضافت "غير انه وخلال السنوات الاخيرة طرحت بعد التحقيقات علامات استفهام حول مخاطر هذا الغاز، بعد تسببه في وقوع حالات وفاة." ونقلت "هآرتس" عن الطبيب الاسرائيلي دانييل آرغو وهو ناشط سلام يشارك بانتظام في التظاهرات المنددة بالجدار التوسعي الاسرائيلي قوله "احد العوامل الاساسية المؤثرة في درجة الاصابة بغاز "سي اس" هو كمية الذرات في الهواء. مضيفا "كنت أتوقع ان يقيد الجيش الاسرائيلي استخدام حقنات كبيرة من القنابل في منطقة ضيقة، لكن ذلك لم يحصل، وليس واضحا اذا كانت هناك تعليمات بهذا الخصوص". ووفق الصحيفة فانه وفي أعقاب استشهاد المتظاهر باسم ابو رحمة وهو شقيق الشهيدة جواهر قبل تحو عامين باصابة مباشرة بقنبلة غاز في صدره، فقد غير الجيش الاسرائيلي قواعد اطلاق قنابل الغاز بحيث تكون اتجاه الاعلى، في قوس واسع، لكن بندقية الغاز يمكن ان تطلق ست قنابل بسرعة، ما يتسبب بسحابة غاز كثيفة. واشار الطبيب ارغو، الى تشخيص اصابات متواصلة في العينين، وأمراض جلدية وأمراض في القصبات الهوائية، ويمكن الربط بينها وبين الاستخدام الكبير للغاز المسيل للدموع. وتساءل: "هناك أنواع مختلفة من الغاز المسيل للدموع اقل خطورة من ال"سي اس"، لكن لماذا يصر الجيش الاسرائيلي على مواصلة استخدامها". من جانبه، زعم مصدر في جهاز الامن الاسرائيلي ان "دولا غربية عديدة تستخدم بالضبط هذا النوع من الغاز"، فيما قال مصدر في جيش الاحتلال ان الغاز الذي يستخدمه "اجتاز كل الفحوصات المهنية المتشددة"، ووصف بانه "سلاح غير قاتل". غير ان التقرير الطبي الصادر من مستشفى رام الله، يؤكد ان وفاة ابو رحمة سببها انخفاض حاد في اداء أجهزة التنفس بسبب استنشاق زائد للغاز المسيل للدموع، وفقا لما ذكره ل"هارتس" شقيق الشهيدة احمد ابو رحمة. واشار الى ان شقيقته، عانت من تسمم أدى الى المس بالرئتين والكبد. يذكر ان شقيق الشهيدين اشرف ابو رحمة سبق وان تعرض لعملية اطلاق نار من مسافة متر وهو معصوب العينين ومقيد اليدين على مدخل قرية نعلين المجاورة. وقد تمكنت فتاة من قرية نعلين من تصوير الحادثة بكاميرا خاصة من بيتها، ما مكّن العالم بأسره من مشاهدة هذه الجريمة.