من أبرز أحداث عام 2010 الميلادية في رأيي هو تطبيق "نظام ساهر" المروري, والذي واجه هجمة عنيفة لم تتوقف حتى اليوم, ووصل الحال أن انتهت كل مشاكلنا في بلادنا لكي يشكك عضو مجلس شوري بنظام ساهر وأنه لجباية الأموال وتصيد الأخطاء؟ هذا ما قاله عضو مجلس الشورى وتناقلته الصحف, ولا أفهم حتى الآن لماذا يرفض الكثير "النظام" والتزام بقواعد المرور وسلامة السير, فهل المطلوب هو عدم "النظام" وضبط شوارعنا من العبث الذي يتم يوميا ووصل معدل الوفيات اليومي 17 إنسانا عدا المصاب والمعاق؟ بل إنني أطالب بالتشديد بنظام ساهر الذي أرى حتى الآن أنه غير مكتمل ولا يطبق بصرامة كافية أو كما هي مطلوبة, من يرى شوارعنا والسائقين الذي لا يمكن أن تغيب عنك المخالفات أينما اتجهت فهل هذا هو المفضل والمطلوب, رغم أننا نحترم النظام ونلتزم به جدا حين نغادر حدود بلادنا لماذا؟ بل إنني أطالب بنظام ساهر في كل شؤون حياتنا, أتمنى أجد نظام ساهر يراقب المشاريع المتعثرة التي لا تنتهي بموعدها, نطالب بنظام ساهر بالمدارس والمستشفيات والمطارات ورقابة على البقالات والتجار, نحتاج نظام ساهر الذي يعيد الأمور إلى نصابها وانضباطها, لماذا لا نعترف أننا لا نلتزم بالنظام للكثير منا إلا حين يكون هناك عقوبة سواء مالية أو غيرها؟ لماذا يراهن الكثير على فتور الجهات الحكومية أنها ستتعب وتتراجع في تطبيق أنظمتها؟ الكثير يرد الفوضى وعدم النظام لأنها أصبحت للاسف سلوكا وثقافة, ويصعب أن تعيده إلى النظام والانضباط والالتزام بالقوانين من خلال النصيحة أو التوعية كما هي في ساهر المروري, فكان هناك رصد المخالفات والعقوبات رغم أن حلها والخروج من أزمة الكثير سهل جدا وهو أن ألتزم بالنظام فهل الالتزام بالنظام يغضب وخارج القانون أصبح؟! منطق لا تعرف سرا له, ويغضب الكثير من مضاعفة المخالفة أو عدم سدادها أليست هي مطبقة في المشاريع من خلال الشرط الجزائي؟ أليست مطبقة في الخطوط السعودية الآن حين تتأخر تدفع غرامة تأخير, خاصة أن النظام المروري لدينا كنظام وانضباط هو سيئ وتهاون كبير يحدث به؟ وهذا ينطبق على كل شأن لدينا حقيقة, نريد هذا القوة في النظام والانضباط في مشاريع الدولة, حين يتأخر المقاول أن يلزم بدفع غرامة ومضاعفة, وأن يأخذ حقوقه وقت إيفائها وتحققها, نحتاج إلى كثير من الصرامة والحزم في تشريعاتنا وقوانينا وهي موجودة ولا ينقصنا القانون والنظام, ولكن الإشكالية في التطبيق والاستمرار في التطبيق, ولكن أصبحت لدينا ثقافة "سيتراجعون" و"سيلغى النظام" أو "النظام كسابقة" لن يطبق, لماذا وصلنا لهذه المرحلة من العبث بالالتزام بالأنظمة والقوانين بل ونحاربها والآن مجلس الشورى يقف في وجهها؟ نحتاح إلى ثقافة أن القانون يطبق ويلزم به, وليس الأساس والأصل أن تضع قانونك بنفسك, فهذا لا يحدث في مكان, وهي مطبقة على الجميع لا استثناء في بلادنا بل الواجب التشجيع عليها وأن نكون قدوة في ذلك ليس في ساهر المروري فقط بل في كل شؤون حياتنا, وخاصة في المشاريع الخاصة بالدولة التي تحتاج الكثير من العمل والرقابة والمحاسبة بدلا من الوضع الحالي الذي يعاني القصور كثيرا.