سجل نجوم الهلال السابقين إلى جانب إدارة ناديهم أروع الأهداف ليس في المرمى للفريق الخصم، إنما في طَرق أبواب الأعمال الإنسانية، بعيدا عن ضخب الملاعب وإثارة مبارياتها وأهدافها المحتسبة والملغاة، وجسدت وقفة الثلاثي المعتزل الدكتور خالد الدايل وفيصل أبو ثنين وخالد التيماوي مع مدافع الفريق السابق خالد الرشيد الشعور بقيمة المسؤولية الاجتماعية وأهمية الوقوف مع من خدمها؛ سواء كان لاعبا أو إداريا، إذ كانوا خير عون لزميلهم والحرص على تفقد أحوال أسرته ومساندتها في المحنة التي تعرض لها وجعلته يمكث مجبرا في العناية المركزة شفاه الله وأعاده إلى بناته سالما معافى. وإن كانت هذه الوقفة لا تستغرب من نجوم جبلوا على الأخلاق والتواصل مع المجتمع في مختلف شرائحه فإننا طرح كثير من الأسئلة حول موقف رجال الأعمال الذين ينتمون للأندية كأعضاء شرف، أين دورهم وهل الأمر فقط يقتصر على التواجد عبر الإعلام والدعم بصورة محدودة؟!، هل سيضرهم ذلك وينقص من أمولاهم؛ خصوصا أنهم اشتهروا من خلال الأندية ونجومها؟، ترى كم أسعدهم الرشيد وزملاؤه في الملاعب، كم جلبوا النصر لفريقهم وقادوه إلى البطولات؟، بكل تأكيد إنها مرات كثيرة، لذلك ألا يستحق الرشيد وأي لاعب خدم النادي والمنتخب التحرك والمساعدة عندما تحل به الظروف وينهكه المرض، وتكويه نار الحاجة؟!، وهذه التساؤولات موجهة للمقتدرين في الوسط الرياضي وليس فقط رجال الأعمال؟. خالد الرشيد هناك لاعبون ولله والحمد لديهم الإمكانات والعلاقات ولو استغلوها في مثل هذه المواقف الإنسانية لصالح زملائهم المحتاجين لحققوا كثير من المكاسب والأجر، وبالمناسبة فإن النجم الكبير خالد التيماوي الذي كنا ننتقده عندما كان يلعب ويسطر أروع الأمثلة في الأخلاق والأداء والنجومية مع "الزعيم" والمنتخب السعودي خليجيا وعربيا وآسيويا ودوليا كانت وقفته لا تنسى مع زميله عندما تبرع لأسرته بمائة ألف ريال، وهذه نادرا ما يفعلها كثير النجوم لولا انه يدرك شدة الظرف الذي يتعرض له زميله؛ فضلا عن كون ذلك سيرفع من قدره وقيمته لدى المجتمع بشكل عام، وليس الرياضي فقط، فهو مثلما كان نجما تتعلق به الجماهير وتطرب لأدائه وتراه لاعب الوسط المميز الذي يحدث الفارق ويصنع الأهداف ويسجلها وتقود فريقه إلى الفوز، ها هو يثبت للجميع أنه نجم ولكن في مكان آخر ومواقف تختلف عن الذي يحدث في ميادين كرة القدم، باختصار إنها مواقف الرجولة والشجاعة. أما الدايل وأبوثنين فما فعلاه لا يعني سوى أنهما يؤكدان قيمة مثل هذه الأعمال الإنسانية، التي لا يقصدان من ورائها السمعة والشهرة والرياء؛ إنما الأجر وإدخال السعادة على منزل أسرة زميلهم، ولا ننسى موقف الإدارة الهلالية الرائع عندما تنازلت عن الدخل المخصص للنادي في مباراة فريقها أمام الوحدة، وهذا عمل إنساني تستحق عليه الشكر والأجر.