تنتشر السمنة هذه الأيام انتشاراً كبيراً، ومن المحتمل أن أحد أسباب انتشارها هو نقص المغنيزيوم في طعامنا اليوم. فالأرز المقشور والخبز الأبيض والمكرونة والسكر الأبيض، والتي تشكل معظم الأطعمة التي يأكلها الناس اليوم، خالية من المغنيزيوم بسبب إزالة نخالة الحبوب وتبييضها وتكريرها. وتناول هذه الأطعمة يحرم الجسم من التوازن المهم الذي توفره للجسم الأطعمة الكاملة كالخضروات الورقيّة والمكسرات والبذور والحبوب (التي لم تزل قشورها ونخالتها، مثل الأرز البني غير المقشور والقمح وغيره من الحبوب غير المقشورة). ويتكلم الدكتور مايكل سكاتشر في مقاله: "أهمية المغنيزيوم لصحة الإنسان The Importance of Magnesium To Human Health" فيقول: في الواقع، جميع التفاعلات الكيميائية في الجسم تتطلب نظاماً إنزيمياً لحدوث التفاعل الكيميائي الحيوي. وعادةً، يتألف النظام الإنزيمي من ثلاثة أجزاء هي: جزيء بروتيني معيّن، مركّب عضوي صغير (وهو في العادة أحد الفيتامينات كفيتامين ب6 مثلاً)، ومعدن كالزنك او المنغنيز او المغنيزيوم..الخ. ويؤكد الدكتور في مقاله على أن أفضل السبل للحصول على هذه التركيبة الثلاثيّة تأتي من خلال تناول الأطعمة الكاملة، فتكرير الأطعمة يزيل النخالة التي فيها المعادن، والمعالجة بالحرارة (خلال تصنيع الأطعمة) تقضي على الفيتامينات. والمداومة على تناول الأطعمة المقشورة والمكررة، أي التي تفتقر إلى واحد أو اثنين من الأجزاء الثلاثة، يسبب دخول الإنسان في دوامة من نقص المعادن (مثل المغنيزيوم)، والذي يؤدي إلى نقص في تحويل الطعام إلى طاقة (بسبب نقص المغنيزيوم الذي يعدّ عاملا مساعدا حاسماً في الكثير من التفاعلات في الجسم)، مما يسبب الإصابة بالسمنة بسبب عدم حرق النشويات (التي تتخزن في الجسم على شكل دهون). ولذا، فللمغنيزيوم دور حاسم في تنظيم كيفية تمثيل النشويات وتحويلها في الجسم إلى طاقة. فعندما يشعر الإنسان بالتعب ويزداد خفقان قلبه وجفاف فمه بعد قيامه بمجهود عضلي بسيط كصعود السلالم فإن ذلك علامة على سوء تحويل الطعام إلى طاقة بسبب نقص المغنيزيوم. كما أن تمثيل الدهون أيضاً يتطلب تفاعلات كيميائية عديدة تقوم كذلك على وجود المغنيزيوم. فالدهون المكررة (كالزيوت النباتية التي يهرب الناس إليها خوفاً من الكوليسترول) تفتقر أيضاً بسبب التكرير والمعالجة بالحرارة إلى المغنيزيوم وإلى غيره من المعادن، مما يجعل الدهون تتخزن في الجسم بدلاً من أن تتحول إلى طاقة. ولذا ينصح المختصون بالتغذية بتناول أطعمة مثل بذر الكتان وزيت الزيتون المعصور على البارد والأفوكاتو والمكسرات النيئة غير المملحة لغناها بالدهون غير المعالجة. وهناك أمر آخر، فالمغنيزيوم، حسب قول مارك هيمان في كتابه "الأيض الأمثل Ultra-Metabolism" هو معدن الاسترخاء، فزيادة الضغوط تجعل الجسم يطرح المغنيزيوم من خلال البول، وعندما يفتقر الجسم إلى المغنيزيوم يتوتر ويشتد (يصعب عليه الاسترخاء)، ومظاهر التوتر تمتد لتشمل الإصابة بالصداع وبالامساك وخفقان القلب والشدّ العضلي، الذي يمتد ليشمل ألام الظهر والعنق. . الخ.