في نهاية كل سنة تظهر قوائم علمية حول أفضل ما تم إنجازه واكتشافه في العام المنصرم.. واليوم اخترت لكم قائمة جميلة (لم أشأ الاحتفاظ بها لنفسي) من مجلة نيوساينتستNew Scientist بخصوص أبرز الاكتشافات الفلكية في عام 2010: 1 ففي عام 2010 مثلا رصد العلماء في بريطانيا إشعاعات مجهولة وغير مسبوقة تصل إلينا من مجرة قريبة تعرف بالرمز M82.. والمحير أنها بدت وكأنها تتولد من جسم هائل يتحرك بسرعة تفوق سرعة الضوء بأربع مرات!! 2 ورغم أن الفلكيين رصدوا منذ وقت طويل وجود بقع معتمة على سطح الشمس تأتي وتذهب كل 11 عاما.. إلا أن هذه البقع لم تظهر في موعدها خلال عامي 2009 و2010 مما جعل الفلكيين يتساءلون عن أي تغير خطير قد يطال مستقبل الشمس.. 3 ولطالما شك العلماء بوجود مظاهر حياة على قمر زحل المسمى تيتان بسبب وفرة المياه المتجمدة فوقه.. واليوم قدمت المركبة Cassini أدلة جديدة تؤيد وجود حياة بكتيرية بسيطة في بحيرات الميثان السائلة على سطحه.. 4 ومنذ ظهور أنشتاين بنظريته النسبية أصبح الكون خليطا من الزمان والمكان (بعد أن كان مجرد أجسام مادية مستقرة ودائمة في مكانها).. الجديد في الموضوع هو فرضية خرج بها بيتر هورافا من جامعة كاليفورنيا تنظر للكون بطريقتين زمنية وكمية من شأنها تفسير كثير من المظاهر الفيزيائية والكونية العالقة. 5 وفي مايو 2010 فقد المشتري أكبر كواكب المجموعة الشمسية جزءا كبيرا من قشرته الخارجية (كثمرة كيوي تفقد جزءا من قشرتها الداكنة).. ورغم أن المركبة بايونير 10 رصدت حالة مماثلة عام 1973 إلا أنها تلاحظ اليوم بشكل كبير وواضح من الأرض.. 6 وفي يناير أجرى المغامر النمساوي فيلكس بايمجارتنر (الذي تجاوز القنال الانجليزي عام 2003 هابطا من بالون مرتفع) تجارب للهبوط من ارتفاع 36575 مترا وتجاوز سرعة الصوت لأول مرة بواسطة "إنسان". 7 وحسب ناسا أصبح من الراجح أن كوكب نبتون ابتلع كوكبا (وربما كواكب) صغيرة بقربه وسرق بعض أقمارها.. فببساطة.. هذه هي الفرضية الوحيدة القادرة على تفسير الألغاز المحيطة بهذا الكوكب البعيد.. 8 ومن جامعة شتوتجارت في ألمانيا تمكن توماس ميلر من ابتكار برنامج يوضح كيفية تصرف الضوء والأجسام حين تدخل في الثقوب السوداء.. ومن المعلوم أن الثقوب السوداء تتميز بتركيز مادتها وقوة جذبها لدرجة تمتص أي شيء يمر بقربها (حتى الضوء) فتبدو كمناطق معتمة في الكون. 9 وفي الماضي كان هناك اعتقاد بأن السفر بسرعة تقترب من سرعة الضوء أمر ممكن وغير ضار بالبشر.. غير أن الدراسات التي قام بها ويليم أديليستين من جامعة جون هوبكنز أثبتت أن سفر البشر بسرعة 99,999 من الضوء كفيل بتدمير أجسادنا خلال ثوان بسبب تنامي الطاقة والاشعاع الذري. 10 وأخيرا نأتي إلى الاكتشاف العاشر (الذي يستحق الأول في نظري)... فحسب الدراسات التي أجريت في جامعة انديانا هناك احتمال بأننا نعيش داخل ثقب فضائي كبير، وأن كل ثقب أسود (كان يعد في السابق مقبرة كونية) يتضمن داخله كونا يختلف عن غيره!! ... ولاحظوا أعزائي أن هذه كلها مجرد جزء صغير من اكتشافات كثيرة ظهرت خلال سنة واحدة فقط.. وهي لا تثبت فقط تفاوت الأمم في ميادين التقدم العلمي، بل وقدرة الانسان على شغل دماغه (واستنفاد كامل طاقاته) إما بقضايا علمية وتطبيقية نافعة.. أو نزاعات فكرية وجدلية تافهة.. والأخيرة ستكتشفها حولك في كل مكان..