تدخل الجهود التي تبذلها كابول لجر حركة طالبان الى مفاوضات سلام، مرحلة جديدة هذا الاسبوع تتمثل بالزيارة الاولى التي يقوم بها وسطاء افغان الى اسلام اباد في مؤشر على اعتراف بدور باكستان الرئيسي في هذا الملف. وسيجري وفد من المجلس الاعلى للسلام الذي شكله الصيف الماضي الرئيس الافغاني حميد كرزاي في محاولة لبدء مفاوضات مع المتمردين، محادثات مع عدد كبير من القادة الباكستانيين بينهم الرئيس آصف علي زرداري. وقالت اسلام اباد انها "تنتظر بفارغ الصبر" بدء هذه المحادثات ومستعدة "لمساعدة" كابول على احلال السلام على اراضيها. وصرح نائب رئيس المجلس الاعلى عطاء الله لودين ان هذه الزيارة تشكل "بداية" عملية يمكن ان تسمح للبلدين بالتوصل الى "حل مشترك". والتغيير واضح. ففي السنوات الاخيرة كانت كابول على غرار واشنطن، تشدد على دور باكستان الذي يزعزع الاستقرار في افغانستان خصوصا تحفظها على التدخل في المناطق القبلية الحدودية مع افغانستان التي تشكل قاعدة خلفية للمتمردين. وما زال الاميركيون يركزون على هذه النقطة لكنهم اصبحوا يعترفون بان لباكستان "دورا شرعيا لتلعبه" في المصالحة الافغانية. وتبين ان محاولات كابول المعزولة غير مجدية هذا الخريف عندما كشف ان "مسؤول طالبان الرفيع جدا" الذي تعتقد الحكومة انها على اتصال معه ليس سوى محتال. وفشلت المحاولة الاكثر جدية التي قامت بها الحكومة الافغانية في شباط/فبراير بعد ان اوقف في باكستان عبد الله برادار الذي قدم على انه مساعد زعيم طالبان الملا محمد عمر. ولم تعد باكستان تخفي ذلك. فقد حذر رئيس الوزراء يوسف رضا جيلاني في تشرين الاول/اكتوبر ان "المفاوضات ستفشل اذا استبعدت منها باكستان". وقال دورونسورو انه نظرا لضعف كابول "سيكون على الولاياتالمتحدة المشاركة مباشرة" ايضا. ويتطلب جذب باكستان خصوصا ان يؤخذ في الاعتبار همها الاول في افغانستان اي التأثير المتزايد الذي تمارسه الهند عدوتها اللدودة التي استهدفت مصالحها باعتداءات نسبت الى شبكة حقاني.