تصور أخي وأختي القارئة لو افترضنا أن تأتي السنوات القادمة , ويبدأ مثل هذا العنوان بالظهور "كإعلانات" عبر الصحف الخليجية والمحلية فهل ستجد أو يجد شقيق تلك الفتاة المعلنة وظيفة تليق بطموحها وتعب السنوات التي قضتها أوقضاها ذلك الشاب في كفاح حتى نال أو نالت شهادتها الجامعية باقتدار,ثم ما الذي جعله أوجعلها تنتقل من المحلية إلى الخليجية ؟ هل هو قلة الوظائف في وطنهما ,أم أن السبب مخرجات التعليم والتخصصات التي أصبحت عبئاً ومحاضن تصدير وتخريج للمئات بل الآلاف من بنات وشباب الوطن لتخصصات لاتخدم سوق العمل ولاتجد الترحيب لها!. إني كغيور وحريص على أبناء جيلي والجيل القادم بل وأبنائنا أوجه دعوة إلى المسؤولين عن تلك التخصصات في التعليم العالي والكليات التي أوشكت أن تحمل مواصفات (دكتوراه)غير معترف بها!!إلى إعادة النظر في تلك التخصصات وإيجاد بديل منها يخدم الوطن والفتاة والشاب وتوجد قدرات عاملة وليست معطلة أو تحمل شهادة(شاب أو فتاة عاطل)!!فلو شطح بنا الخيال والفكر إلى تصور الوضع الذي سيكون عليه الشباب والفتيات الذين سيتخرجون من تلك التخصصات خلال السنوات العشر القادمة فلربما نجد أن عنوان المقالة واقع مؤلم ومرير في وطن الخير . قد يفهم البعض أني أبالغ في الرؤية المستقبلية لماسيؤول عليه الحال للجيل القادم، ولكن لنا في تجارب اليوم حقيقة واقعية حينما صرنا نطالع النقاش اليوم والطرح الإعلامي مكافحا ومناضلا عن عمل الفتاة تحت مسمى (كاشيرة) رغم أن بنت الوطن تحمل الشهادة الجامعية البكالوريوس بل الماجستير والدكتوراه عند البعض ويطلب منها العمل في هذا المجال ورغم أنه عمل شريف إلا أنه ليس الموازي لتعب السنين والبذل الذي قامت به طوال السنين هي وأسرتها. فمن المتسبب عن الوصول لهذا الطموح وترك الفتاة التي بإمكانها أن تعمل مهندسة معمارية ومحامية وطبيبة وسيدة أعمال ومستشارة في أدق التخصصات كما هو باد من العديد من أولئك اللاتي نلن جوائز وأوسمة وأصبحنا نراهن يمثلن الفتاة السعودية الغيورة على دينها ووطنها وثوابتها من خلال وظيفتها التي جعلت الجميع يشير إليها بالبنان. بالمقابل صرنا نجد الكثير من الشباب يحمل ملفه بالشهادة الجامعية ويطرق العديد من الوزارات والقطاعات الحكومية ولايجد فرصته الوظيفية ، ومسوغ الرفض الذي وجده عبارة :"تخصصك لايناسبنا"!! بل إن الكثير منهم صار يعمل تحت رحمة القطاع الخاص وتحت إشراف مدير أجنبي ووافد يكيل له الخصومات والعقوبات بمكيالين . نداء محب وغيور على وطنه , ورجاء (بحجم أبناء وبنات الوطن) إلى كل القائمين على تلك المخرجات والقطاعات والوزارات بدءاً من وزارة التربية ومؤسسات التدريب المهني والفني والصحي ومرورا بالخدمة المدنية ووزارة التعليم العالي ووزارة العمل ومجلس الشورى وانتهاء بمجلس الوزراء الموقر ولجان الخبراء فيه ليقف منكم رجال عصاميون كأولئك الذين حملوا لواء التطوير والبناء في الوطن حتى وصلت البلاد بقيادتها الرشيدة إلى ماوصلت إليه اليوم، ليحملوا هذا الهم ويقفوا صفا تجاه وقف سيل البطالة وعشوائية التخصصات البالية التي صارت عبئاً وهدرا للطاقات والمواهب والقدرات المميزة والله المعين والمحب سبحانه لكل من سعى ويسعى لنفع الناس فكيف بأبناء وبنات وأجيال الوطن والأمة. * صحفي ومحرر دسك المحليات