تفرض العديد من الاقلام احترامها على المتلقي والمهتم في مختلف المجالات، وتكشف بجلاء كم هي قادرة على طرق ابواب جميع القضايا للحديث عنها بالمام كامل ووعي يزيد وعي القارئ حتى استمرت تحافظ على توهجها بين مقال وآخر، في الشأن السياسي والرياضي وهموم المجتمع المتنوعة والمتعددة، ومن هذه الاقلام الزميل فارس حزام الذي تطرق الى المشاكل التي يشهدها المجتمع بعين ترى من كل الزوايا والنوافذ وليس كبعض الكتاب الذين فشلوا في التعاطي مع قضايا الشباب، بل سقطوا في الحديث عن الرياضة بوصفها أحد مظاهر الرقي والوجاهة في المجتمع، وقدم من خلال مقاله يوم الثلاثاء الماضي الذي عنونه ب "رجلا الأمن ورئيس النادي" طرحا جريئا لم يهدف من خلاله الى التشفي ولفت الانظار فقط اسوة ببعض الكتاب الذي فشلوا في الكثير من المجالات فاتجهوا للحديث عن الرياضة بلغة ممقوتة، انما اراد اصلاح الاعوجاج في الوسط الرياضي وكأن من اجمل ما قاله: "ما فعله رئيس النادي على رجلي الأمن، والاستيلاء على كاميرا التصوير، دلالة على أن مضمون حواره مع طاقم التحكيم كان مليئاً بما يخشاه من التوثيق، الذي بدا أنه من واجبات الطاقم الأمني، الموكل إليه حماية النظام في المنشأة الرياضية. المؤسسة الرياضية، الممثلة بالرئاسة العامة لرعاية الشباب، سارعت إلى فرض الغرامة المالية، لكن المشكلة الأكبر، والمتجاوزة لدور المؤسسة الرياضية، ما زالت باقية. فالحادث المرئي ترك أسئلة عالقة عند الرأي العام، الذي شهد للمرة الأولى في التاريخ المعاصر إهانة رجلي أمن. مراكز الشرطة تسجل حالات عدة لإهانة رجال أمن، بالتلفظ أو بالضرب، لكن نتائجها الدائمة تنتهي إلى أحكام أو بالتصالح، وتنازل المتضرر عن حقه الخاص، ليبقى الحق العام. تلك الحالات لا يراها الجمهور، بعكس الحادثة الأخيرة، التي تحولت إلى قضية رأي عام يتحدث بها الجميع، ويضاف إلى خطورة الحادثة الأخيرة، وأثرها المستقبلي، حالة التأييد البارزة لما جرى، والتأييد لما فعله رئيس النادي. الأصوات المؤيدة، بعضها صحافي، وهذه مشكلة كبرى، وأكثرها جماهيري، تعكس مشكلة أكبر، فالرأي العام المساند لرئيس النادي لا يرى بأساً في فعل التعدي، ولذا، يمكن القول إن الموضوع بات خارج المؤسسة الرياضية؛ لأسباب عدة، لا تبدأ من عند واجب رجل الأمن في حفظ النظام، ولا تنتهي عند استخفاف جمهور رياضي وآخر إعلامي بهذا الواجب". انتهى رأي زميلنا الجريء والذي لابد ان تضعه رعاية الشباب والجهات المعنية في عين الاعتبار، في الوقت الذي سيظل حزام في كل العيون المحايدة التي تبحث عن علاج للكثير من المشاكل.