ظهرت في السنوات الأخيرة سياسة غريبة تنتهجها الإدارة النصراوية تجاه المدربين الذين يقودون الفريق في المنافسات المحلية، والتي من خلالها يقدمون المستويات الجيدة التي استبشر بها الكثير من المتابعين والمحبين من الجماهير النصراوية، ففي العام الماضي قدم المدرب "ديسلفا" أفضل المستويات للفرقة النصراوية والتي من خلالها استطاع الفريق الحصول على المركز الثالث في مسابقة دوري "زين" السعودي للمحترفين وهذا المركز والإعداد الجيد للفريق لم يضمن استمرار المدرب ديسلفا في تدريب الفريق وإكمال المشوار، بل وصل الأمر أن الإدارة النصراوية لم تراع شعور المدرب ديسلفا حينما زجت بالإيطالي زينغا مدربا للفريق من خلال حضورة لمباريات الفريق العام الماضي وتناست أن ديسلفا هو من أعاد الفريق للبطولة الآسيوية بعد الهجرة الطويلة للبطولات الآسيوية. المدهش في الأمرين المدرب الأيطالي شرب من نفس الكأس التي شرب منها ديسلفا حينما تم إلغاء عقده من قبل الإدارة النصراوية بعد المباراة امام الفريق التعاوني في الجولة "16" من دوري "زين" السعودي للمحترفين ، فزينغا حقق أفضل النتائج مع الفريق، واستطاع أن يحقق مع النادي وصافة الدوري حتى الجولة "16" التي توقف الدوري بعدها، ليأتي قرار الإدارة النصراوية والتي كانت تراهن على نجاح هذا المدرب على الرغم من المعارضة الكبيرة قبل التعاقد مع زينغا بإلغاء عقده في بادرة غريبة ربما تنذر بعواقب غير مرضية في الأيام القادمة. هذا القرار ربما يكون غير صائب تجاه المدرب كونه أتى بعد مباراة التعاون التي رأى فيها النصراويون أن الحكم فهد العريني هو من سلب النتيجة من الفريق بعد تقدمهم في المباراة 2-صفر، ثم أتى التعادل ل"سكري القصيم" وتناسوا أن ثقافة الفوز معدومة لدى أفراد الفريق من اللاعبين الذين وصل بالبعض منهم إلى الدخول في ذمم الأخرين، هذا القرار المفاجئ جعل النقاد والمتابعين والجماهير يتساءلون عن سبب هذا الإلغاء إذا كان الحكم هو من سلب النتيجة منهم؟ باوزا ثم ديسلفا واخيرا زينجا اسماء هتفت بها كثيرا الجماهير النصراوية خلال المنافسات المحلية، لكن يظل الفارق كبيرا من حيث إلغاء العقود فديسلفا وزينجا ألغي عقديهما على الرغم ما تحقق للفريق من النتائج الإيجابية على أرض الواقع، بينما باوزا هو الوحيد الذي نجا من الإلغاء من خلال حادثة الهروب الشهيرة للارجنتين. عموما سياسة الاحتراف الناجحة تحتاج إلى وقت وجهد وعمل جبار ليتسنى للأندية تقديم أفضل النتائج المرجوة، والمنافسة على البطولات الحقيقية بأنواعها وأشكالها ليفرح بها المتابعون، ويستمتع بها المحبون من الجماهير بعيدا عن سياسة انتقاص الأخرين، والتشكيك في بطولاتهم وقدراتهم، والتدخل في شؤونهم أو من خلال ظهور إعلامي في كل شاردة وواردة قد يفوق حضور الرئيس لناديه، وهذا هو الفرق بين الأندية البطلة التي تحصد البطولات والأندية الغائبة التي لا هم لها سوى التصريحات على الرغم من وجود الخلافات. سياسة إلغاء عقود المدربين ظاهرة منتشرة بشكل غريب في المنطقة الخليجية، الأمر الذي يهدد اللاعبين بالفشل داخل الملعب نتيجة تعدد الأجهزة الفنية للفريق خلال الموسم مما ينعكس سلبا على أداء المنتخبات الوطنية نظير عدم الاستقرار، ومع ذلك نظل نكابر بوجود احتراف قوي، ومنتخبات قوية لكن الواقع غير ذلك بدليل بعدنا عن تحقيق البطولات الدولية.