قال الفريق ضاحي خلفان تميم القائد العام لشرطة دبي أن دول الخليج لا تملك استراتيجية ملموسة لمواجهة التزايد في أعداد العمالة الوافدة في ظل التوسع الإنشائي والعمراني لتلك الدول. وحذر خلفان في برنامج "لك القرار" الذي يبثه تلفزيون قطر ، من اليوم الذي قد تأتي فيه هذه العمالة وتطرح ثقلها علينا وعلى الهوية الوطنية وعلى كل شيء، مؤكداً أن المواطن يشعر بالغربة في موطنه لأن 90% ممن حوله هم من جنسيات عدة. وأكد أن دول الخليج تستطيع أن تواجه خطر الهوية بأن يكون هناك اتحاد خليجي وليس مجلس خليجي كما هو الحال للاتحاد الأوروبي، وتكون المواطنة في شكل جواز سفر موحد لافتاً إلى أنه إذا بقينا ننظر فقط كل إلى بلده فسوف تتعرض للحرج الشديد دولة تلو الأخرى. وحسب صحيفة الخليج الاماراتية أضاف قائد شرطة دبي ان البلد الخليجي المقبل لاستخدام أكبر عدد من العمالة الوافدة قد تفوق المليون عامل هي دولة قطر بسبب ما هي مقدمة عليه من إنشاءات وعمران، رغم أن العمالة الوافدة فيها تشكل حاليا نحو 60%، وقال إن الإمارات ليست أفضل حالاً ولا الكويت ولا المملكة العربية السعودية فهي مشكلة على الجميع ولابد أن ننتبه لها بوضع خطط استراتيجية لمواجهتها لأن الخطط الحالية غير مجدية. وأكد الفريق ضاحي خلفان أنه يستشعر خطورة الوضع من حيث تأثير العمالة الوافدة في الخليج من عدة نواحٍ أمنية واقتصادية واجتماعية، وفي الهوية الوطنية، لافتاً إلى أن العمالة الوافدة ذات تأثير سلبي ملموس في كافة دول الخليج لدرجة أن المواطن الخليجي لا يستطيع المنافسة في السوق التجاري ويشعر بالغربة في موطنه ويفتقد الأمن النفسي. وأوضح أن العمالة الوافدة أتت بظواهر شاذة وآثار سلبية ومنها على سبيل المثال ظاهرة "البويات" التي أصبحت ظاهرة خطيرة، ولم تكن موجودة لدينا من قبل، مؤكداً أنه إذا تغلغلت هذه الثقافة لدى بعض الشباب والشابات ستكون كارثة. وقبل أن نلوم الوافد على الوضع الذي نحن فيه فلابد أن نلوم أنفسنا أولاً لأن لدينا مواطنين استغلوا التأشيرات في جلب المزيد من العمالة البسيطة التي أصبحت تشكل عبئاً. وحول تأثير العمالة الوافدة من حيث الجرائم المرتكبة مثل قضية مقتل القيادي بحماس محمود المبحوح، وجريمة السطو على وافي سنتر وغيرها، قال إن من ارتكبوا جريمة المبحوح لم يكونوا من بين المقيمين في الامارات ولكن لا شك في أنه مع وجود هذا الكم من العمالة الوافدة فالمواطن الخليجي يشعر بأن عليه آثاراً سلبية نفسية، ويفتقد الأمن النفسي مع شعوره بالغربة وسط هذا الكم الهائل من العمالة. ورداً على سؤال هل المواطن الخليجي فاقد لخصوصياته لأنه مراقب طوال الوقت من غرباء ؟ قال "لا توجد رقابة من أحد على أحد ولكن المواطن الخليجي يشعر بغربة، وأيضاً وصول العمالة الوافدة في بعض دول الخليج إلى 90% من السكان هذا يجعل المنطقة محط تقارير عالمية من دول ومنظمات ومنها تقارير تؤثر في سمعة الدول الخليجية وتنعتها بانتهاك حقوق الإنسان، وبالتالي نحن نستقدم أشخاصاً للعمل وكسب الرزق، ولكن نمكن الأبواق العالمية من ايجاد وضع يمكن استغلاله للتأثير فيك بشكل أو بآخر من خلال هذه العمالة". وحول انحيازه للعمالة العربية قال "الأقربون أولى بالمعروف" والعربي يبقى عربياً ويبقى ابن الأرض والتفاهم معه أكثر امكانية . وأضاف: "إذا نظرنا إلى التقارير السلبية التي تصدر من بعض الجهات والمنظمات نجد أنها لا تتحدث عن العمالة العربية، كما أن العرب مهما بلغت الخلافات لا يوصلون الأمر إلى تلك المنظمات وخطرهم السياسي يصل إلى حد التلاشي، بينما الآخرون خطرهم كبير.