افتتح وزير الثقافة والفنون والتراث القطري الدكتور حمد بن عبدالعزيز الكواري فعاليات المهرجان الحادي عشر للفرق الأهلية المسرحية بدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، وذلك مساء أول أمس في مسرح قطر الوطني. وأكد الوزير القطري على إصرار الدوحة استضافة هذا المهرجان قبل موعده في (2011) لكي يتزامن مع احتفالية قطر عاصمة الثقافة العربية؛ مؤكدا في كلمته الافتتاحية على الدور التنويري الذي لعبه المسرح داخل المجتمعات الخليجية. واقترح الوزير الكواري إعادة إنتاج الأعمال المسرحية الكلاسيكية الخليجية عبر الإفادة من التقنيات الحديثة، داعيا إلى إنتاج أعمال خليجية مشتركة ومؤكدا بالقول: نحن في قطر مستعدون لعمل فريق عمل خليجي من أجل مسرح يضم كوادر من جميع أبناء دول الخليج. من جهته أكد رئيس اللجنة الدائمة لمهرجان الفرق المسرحية الخليجية الدكتور إبراهيم غلوم أن المهرجان شهد منذ دورته الأولى في الكويت عام 1988 عروضا لا تنسى، داعيا في مداخلته إلى نقل التجارب المسرحية الخليجية المتطورة إلى الآخر؛ لكي يشاهد ويتعرف على المستوى الفني العالي الذي توصل إليه المسرح الخليجي. وهو ما شدد عليه رئيس جمعية المسرحيين السعوديين أحمد الهذيل في تصريح للرياض، حول أهمية المهرجان الذي يؤصل العلاقة بين التجارب المسرحية الخليجية "من أجل تصدير مسرح خليجي يليق بنا بين الأمم وكما هو موجود في المجتمعات الأخرى، وحول المشاركة السعودية المتمثلة في عرض (البندقة) لجمعية ثقافة وفنون الأحساء؛ رأت الباحثة في المسرح السعودي حليمة مظفر أن هذه المشاركة ستسلط الضوء على التجربة السعودية وستحسن الصورة أكثر عن المسرح السعودي في ظل الظروف التي يعيشها. هدى الخطيب في حفل الافتتاح مجاريح.. قطر وشهد حفل افتتاح المهرجان تقديم العرض القطري (مجاريح) للمخرج ناصر عبدالرضا، عن نص الكاتب الإماراتي إسماعيل عبدالله. وتروي المسرحية حكاية حب أسطورية مستلهمة من الموروث الشعبي الخليجي حول قصة عشق وزواج العبد فيروز (محمد السويد) بابنة أحد وجهاء تجارة اللؤلؤ (ميثة). ويطرح النص الذي تضمن حوارات محكية، نثرية وأدبية، أسئلة وجودية حول مسألة العبودية والحرية وصرامة الجدران الفاصلة بين طبقات المجتمع. وهو ما حاول (فيروز) تحطيمه من خلال ذهابه إلى الانجليز والحصول على صك الحرية منهم كما وعدوا كل من يأتي تحت حمايتهم! وأيضا من خلال الزواج بميثة (فاطمة شداد) التي هربت معه في ليلة زواجها من شخص لا تريده. وتدور أحداث المسرحية والزمن ويحاول فيروز إرغام ابنته على زواج ابنة رفيقه في فرقة (الليلوة) وهو ما ترفضه البنت التي تختار الهرب ليلا، في حالة من تجسيد الوعي التقليدي (كما تدين تدان). العرض المسرحي القطري (مجاريح) المطعم بعناصر بحرينية وعمانية، جاء محتشدا بعروض (شعبية افرو خليجية راقصة) كادت أن تحول العرض إلى حالة (اوبريتيه) وساهمت إلى حد ما في إبطاء العرض إلا أنها أيضا قدمت موازيا حيا، بصريا وصوتيا للمؤثرات الصوتية والموسيقية المسجلة. غير أن شخصية النص كانت بارزة في العرض من خلال حوارات تساوت فيها الشخصيات في مستوى الوعي في حالة تذكرنا بالمأزق الشكسبيري عندما يتساوى منطق القول بين الخادمة ذات الوعي البسيط بالسيد. غير أن العرض حقق شرط الفرجة وهو مشاهد متعددة وصولا إلى مشهد ضرب الزوج (فيروز) ل "(ثيمة)، بعد ندمها على زواجها وتركها لأهلها وخسرانها الدنيا والآخرة وفق ما يشير نص وموقف الكاتب الإماراتي. هذا وتستمر فعاليات المهرجان حتى 28 من ديسمبر الجاري وسوف يشهد حفله الختامي تكريم الفنان البحريني القدير إبراهيم بحر إلى جانب إعلان الجوائز بين الفرق المسرحية الخليجية المشاركة. الرقص الآفرو خليجي في العرض القطري