استبقت "صحيفة "يديعوت احرنوت" العبرية موقع "ويكيليكس" وكشفت النقاب عن مضمون مذكرة سرية لوزيرة الخارجية الاميركية السابقة كونداليزا رايس، تقر فيها رسميا ولاول مرة، بأن إسرائيل هي التي دمرت "المنشأة" السورية في دير الزور، بزعم أنها "مفاعل نووي". وقالت الصحيفة إن هذه المذكرة هي من بين الوثائق التي سربت لموقع "ويكيليس" ولم تنشر لغاية الان، وقد وجهتها رايس في 25 ايلول/ سبتمبر 2008 الى رؤساء الممثليات في وزارة الخارجية الاميركية في العالم، اي بعد عام من الهجوم الجوي الاسرائيلي على مدينة دير الزور شرق سوريا. وكان مؤسس موقع "ويكيليكس" المثير للجدل جوليان اسانج توعد بنشر مئات الوثائق "الحساسة" حول إسرائيل، بضمنها ما يتعلق باغتيال القيادي في حماس محمود المبحوح في دبي والعدوان الاسرائيلي على لبنان في 2006. ونفى اسانج وجود أي اتفاق مع إسرائيل للامتناع عن نشر وثائق بشأنها. ووفق "يديعوت" فان هذه الوثيقة تشكل عمليا اول اقرار رسمي ومفصل لعملية القصف، ابتداء من جمع المعلومات الاستخبارية التي سبقتها، والتعاون بين إسرائيل والولايات المتحدة، والاستنتاجات المقلقة والقاسية التي تداولتها الدولتان، وقرار اسرائيل مهاجمة سوريا والخوف من أن يقود الهجوم الى حرب مع سوريا. وكانت طائرات حربية اسرائيلية شنت في 6 أيلول/ سبتمبر 2007 هجوما على منشأة قرب مدينة دير الزور شرق سوريا، ودمرتها، بزعم انها "مفاعل نووي اقيم سرا اغلب الظن بمساعدة من كوريا الشمالية"، الامر الذي نفته دمشق ولا تزال، مؤكدة ان الاعتداء الاسرائيلي استهدف منشأة للابحاث الزراعية. وقالت "يديعوت" ان القسم الاول من المذكرة يفترض أن يكون سريا، ولهذا فقد تضمن معلومات بتفصيل غير مسبوق. ومما جاء في المذكرة على لسان رايس ":"حتى الان امتنعنا عن تداول هذه المعلومات معكم بهدف منع مواجهة محتملة.. بودي أن أعلمكم بأن هدف الهجوم الاسرائيلي كان تدمير المفاعل السري الذي بنته سوريا في منطقة صحراوية في شرقي الدولة والتي تسمى الكبار". واضافت: "المهمة الاسرائيلية انتهت بنجاح – المفاعل دمر دون امكانية ترميمه. وقد سلمت سوريا باخلاء الموقع، حيث أزالت الادلة على ما كان في المكان واقامت في الموقع مبنى جديداً. وتابعت رايس في مذكرتها: نحن نؤمن، استنادا الى شهادات ملموسة، بأن كوريا الشمالية ساعدت سوريا على بناء المفاعل، وقد قررنا أنه حان الوقت لأن نتداول معكم هذه المعلومات في هذا الموضوع. وكشفت المذكرة أن الغارة دمرت المفاعل قبل اسابيع من ان يصبح قابلا للتشغيل. وأكدت رايس "عندما شنت إسرائيل الهجوم، لم يكن قد تبقى سوى أسابيع ليصبح المفاعل عملانيا".