في عالمنا العربي يبدو أن كل ما هو قديم في الحياة العامة هو أفضل مما هو حديث.. إلا في بلادنا.. قبل دخول القرن العشرين كنا بادية معزولة تماماً عن كل ما هو جديد حضاري، بل إن نسبة مَنْ يستطيعون قراءة الرسائل في القرية محدودة جداً، ولم يكن هناك مَنْ يعرف ماذا تعنيه كلمة «إعلام»، ولذا فحاضرنا أفضل جداً من تلك المرحلة.. في العالم العربي.. العراق مثلاً.. في عهده الملكي كانت قوانين الحقوق معروفة وملتزم الجميع باحترامها وقادرة على إدانة أعلى مكانة في الدولة لو حدث خطأ ما.. مصر انتشرت في كل الأبعاد العربية بنماذج من الثقافة والإعلام لم تتكرر بعد.. الشيء نفسه يمكن أن يقال عن لبنان.. أي المؤثرات العامة مَنْ بيده أن يحمي المفاهيم وبالتالي يوجد صيانة الحقوق.. ليس هناك إلا الإعلام بتعدد مصادره وسهولة انتشاره، وكذا سهولة مضاعفة العاملين فيه، وهو ما حدث في ذلك الماضي، لكنه تحوّل إلى سلبيات مخيفة في عصرنا الحاضر، خصوصاً وقد دعم بمواقع النت غير الأخلاقية من ناحية، وسوء كفاءة التعليم من ناحية أخرى.. أقصد الأكثرية وليس الكل.. لذا أجد أن توجّه الكويت الإيجابي والقادر في الوقت نفسه نحو دعم واقع الإعلام بإقرار مفاهيم جديدة تأتي بواسطة شخصيات متمكنة ذات خبرات أكثر من جيدة؛ حيث يتألف الفريق الإعلامي المؤسس من أصحاب المعالي والسيادة: نبيل الحمر المستشار الإعلامي لجلالة ملك البحرين، وعزالدين ميهوبي وزير الإعلام الجزائري السابق، ومحمد بن عيسى وزير خارجية المغرب السابق أمين عام مؤسسة منتدى أصيلة، وتركي السديري رئيس تحرير جريدة «الرياض»، وصالح القلاب وزير الإعلام الأردني السابق، والدكتورة خولة مطر مديرة المكتب الإعلامي للأمم المتحدة، والدكتور حسين أمين أستاذ الإعلام في الجامعة الأمريكية بالقاهرة، ومحمد الخمليشي الأمين العام المساعد لقطاع الإعلام في جامعة الدول العربية، والدكتور محمد الرميحي الإعلامي والأكاديمي المعروف، وجابر الحرمي رئيس تحرير الشرق القطرية، ومحمود شمام الإعلامي المعروف، وصلاح الدين معاوي وزير الإعلام التونسي السابق رئيس اتحاد إذاعات الدول العربية، وماضي الخميس الأمين العام لهيئة الملتقى الإعلامي العربي.. الذي سيتحرك وفق ما انتهت إليه الجلسات في الكويت في الأسبوع الماضي عبر قدرات تعاون عربية ودولية بحيث يتوفر تأسيس جديد لمستوى أكثر نزاهة وأكثر وضوحاً في ترشيد الرأي العام داخل عالمنا العربي بترحيب من المنظمات الدولية وكذا جامعة الدول العربية.. التقدير كل التقدير.. لدولة الكويت التي لم تتوقف عند حدود تبكير صحافتها بدلالات التطور ولكنها أرادت أن تعمّم تطوّر مؤثرات الوعْي النزيه في إعلامنا العربي..