فكّر في أولئك الذين تعرّضوا للإصابة بأمراض شرايين قلب، هل تعرف أحداً منهم كان يدخن ولم يراقب وزنه وكان يأكل بشراهة وبلا حساب، إنه من الصعب تقييم مخاطر الإصابة بنوبة قلبية فعندما ننظر إلى عدد كبير من السكان فإنه يمكننا أن نرى كيف أن الخطر الفعلي يصل بالنسبة للشخص العادي عن طريق عدد من عوامل الخطر مثل وجود داء السكري وارتفاع الكولسترول وارتفاع ضغط الدم والتدخين وعدم الحصول على ما يكفي من ممارسة الرياضة، وماذا عن بعض الاكتشافات الجديدة التي تبدو أنها وعد حماية فورية من أمراض القلب مثل الجوز وزيت السمك أو عصير الجريب فروت. نعم، صحيح أن هذه الأمور قد تكون قادرة على مساعدة الجميع، ولكن ليس هناك حبة سحرية أو طعام سحري يمكن أن يعمل من تلقاء نفسه فمرض القلب هو حالة معقدة ومنعه يتطلب الالتفات إلى كل عوامل الخطر الثابتة وغير الثابتة. ولذلك فإننا نقترح عليك بعض الخطوات التي يمكنك اتخاذها للحد من خطر الإصابة بأمراض القلب أو لإبقاء هذا الخطر منخفضاً، ولكن ما هي هذه المخاطر؟ هي الجنس والعمر والتاريخ العائلي للإصابة والعِرق وهذه كلها عوامل ثابتة لا يمكن التحكم فيها، أما العوامل التي يمكنك السيطرة عليها فتشمل ارتفاع مستوى الكولسترول والدهون في الدم، وارتفاع ضغط الدم، والتدخين، وقلة النشاط البدني، والسمنة أو البدانة والضغوطات النفسية. إن تغيير النظام الغذائي الخاص بك لوحده لا يمكنه تحسين مستوى الكولسترول وتعديل مستواه في الدم، ولكن هناك طرق أخرى مثل إنقاص الوزن من خلال زيادة النشاط البدني. وارتفاع ضغط الدم بالنسبة لمعظم الناس ينخفض عند إنقاص الوزن وعند الآخرين فإنه يستجيب بشكل جيد من خلال الحد من الأملاح الغذائية وغيرها من أشكال الصوديوم، كما يجب تجنب التدخين أو مضغ التبغ في جميع أشكاله فهو أحد الأسباب الرئيسية للنوبات القلبية والتي أسفرت عن موت أعداد كبيرة من الناس بسبب سرطان الرئة أو أمراض الرئة الأخرى. وهناك أنباء طيبة لأولئك الذين يتبعون نمط حياة مستقر ويمارسون أنشطة بدنية كالمشي والسباحة وغيرها وهي أن هذه النشاطات تحد من خطر الإصابة بأمراض شرايين القلب، كما أنه يمكن الحصول على الكثير من الفوائد الصحية منها كإنقاص الوزن وخفض مستوى الكولسترول والدهون وغير ذلك. لقد تم وضع الثلاثة عوامل الخطر الرئيسية والتي هي مستويات الكولسترول وارتفاع ضغط الدم والتدخين بشكل فردي، حيث ان كلاً من هذه العوامل هو خطير بما فيه الكفاية، وإذا كان لديك أكثر من عامل خطر واحد فلا بد وأن تدق ناقوس الخطر لأن الضرر يمكن أن يتراكم بسرعة، فارتفاع نسبة الكولسترول تعني وجود الخطر؛ وارتفاع ضغط الدم + ارتفاع نسبة الكولسترول تعني ضعف هذا الخطر؛ أما ارتفاع نسبة الكولسترول + ارتفاع ضغط الدم + التدخين فإنها تعني 4 أضعاف ذلك الخطر. لكن بالإمكان الحد من هذه المخاطر باتباع ما يسمى السلوكيات الأربعة والتي يمكنها أن تحدث فارقاً كبيراً في حياتك وتشمل هذه السلوكيات التقليل وخفض تناول الدهون المشبعة وغير المشبعة، وتناول المزيد من الخضروات والحبوب الكاملة لما لها من فوائد عديدة، والالتزام بنظام رياضي مستمر، وكذلك الابتعاد عن الضغوطات النفسية وتعلّم طرق الاسترخاء. ولا يجب أن ننسى العمل مع الطبيب والفريق الطبي فبالرغم من أن هناك الكثير يمكنك القيام به بنفسك، لكنك ستحتاج إلى مساعدتهم، فقد يصف لك الطبيب عقاقير طبية لضغط الدم والكولسترول كما يمكن لطبيبك أن ينصحك عن كيفية استخدام هذه العقاقير ويمكن للفريق الطبي أن يقدم لك المشورة والنصح والإرشاد في جميع الأمور المتعلقة بصحتك. * خدمات التثقيف الصحي