أكد صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار أن السياحة الزراعية هي محور اقتصادي كبير جدا وتعمل الهيئة على تفعيله وتطويره، لا سيما أن السياحة هي عبارة عن صناعة اقتصادية وصناعة خدمات ومحور اقتصادي وطني ضخم وهام، فالسياحة الزراعية ستتيح الفرص الاستثمارية الكبيرة للمزارعين لتحسين أوضاعهم الاقتصادية. وقال الأمير سلطان في الكلمة التي ألقاها أمس خلال حفل توقيع مذكرة التعاون بين الهيئة العامة للسياحة والآثار وصندوق التنمية الزراعية لدعم السياحة الزراعية، بحضور الدكتور فهد بالغنيم وزير الزراعة، في مقر الصندوق في الرياض، إن قطاع الزراعة في المملكة كبير ومنتج، وإضافة عناصر جديدة للإنتاج في هذا القطاع هي قضية هامة جدا، وستكون السياحة الزراعية نشاطا قويا سيخلق فرصا وظيفية واقتصادية تتعدى مجال الزراعة من خلال تقديم خدمات سياحية وإيواء سياحي ونأمل أن يطور المشروع بحيث يكون هناك إيواء سياحي في مجال المزارع. وأشار سموه إلى أن الهيئة ستقوم بأول تجربتين للسياحة الزراعية على أرض الواقع في منطقتي القصيم والأحساء، وهناك عدد من مواقع المملكة التي انطلقت بسرعة عالية في مجال السياحة الزراعية وبمبادرة ذاتية. ونوه بالشراكة المميزة بين الهيئة ووزارة الزراعة، معربا عن أمله بالبدء مع الوزارة في تنظيم ملتقى بحضور الصندوق والشركات الزراعية الكبرى لتقديم السياحة الزراعية. وأكد على أهمية دعم الشركات الزراعية لهذا النوع من السياحة والمساهمة في إطلاقها، مضيفا "هذه الفرصة أتيحت لنا كمؤسسات أساسا لخدمة المواطن ومصلحة المواطن وخاصة المزارع وسكان المناطق الزراعية، والمملكة عندما استثمرت في قطاع الزراعة خلال العقود الماضية أتاحت الفرصة لوجود بنية تحتية لإنجاح السياحة الزراعية في جميع أبعادها، وهذا الصندوق الذي طالما أفاد المواطن بأشكال مختلفة، نريده اليوم أن يفيد المواطن أيضا بأسلوب جديد من خلال دعم مشاريع السياحة الزراعية". صورة جماعية بعد توقيع الاتفاقية وأشار إلى أن هذه المبادرة من الصندوق ستفيد أعدادا كبيرة من المزارعين وسكان المناطق الزراعية في المملكة الذين سيتفاعلون مع تجربة السياحة الزراعية بشكل اقتصادي ومن المواطنين الذين سيتمتعون بها، فالسياحة الوطنية تسعى إلى تجميع العائلة وتوطين السياحة بخدمات مميزة ولا نقبل أبدا أقل مما يطمح إليه المواطن السعودي. وتابع سموه "أنا واثق بأن برنامج السياحة الزراعية سيكون من أقل المبادرات صعوبة ومن أنجحها وأعلاها من حيث الجودة والخدمة المقدمة للوطن والمواطن". من جانبه أكد الدكتور فهد بالغنيم وزير الزراعة في كلمته على أهمية ما ذكره سمو رئيس الهيئة من أن السياحة الزراعية ستكون من أكثر الأنشطة توفيرا لفرص العمل، مشيرا إلى أن الجهود التي تقوم فيها هيئة السياحة كبيرة وتشكر عليها، لتنظيم أعمال السياحة الداخلية في المملكة. وأشار إلى أن القطاع الزراعي المسجل في المملكة يصل إلى 220 حيازة زراعية، ويقابلها رغبة خاصة من سكان المدن بأن يطلعوا على الأعمال الزراعية، وما سيحصل هو تأسيس لنشاط السياحة الزراعية من خلال تنظيمها من جانب هيئة السياحة التي بدورها ستتولى تنظيم الأمور، بدعم من وزارة الزراعة، والصندوق الحريص على تنمية القطاع الزراعي وزيادة موارده المالية. وأضاف "نستطيع التأكيد أنه سيكون لدينا بعد سنوات قليلة سياحة ريفية وزراعية راقية يستفيد منها المجتمع وتوفر فرصا وظيفية لكثير من الشباب، ويصبح لها مردود مالي على المزارع نفسه". من جهته أوضح المهندس عبدالله الربيعان رئيس مجلس إدارة صندوق التنمية الزراعية أن مشروع الاتفاقية يتناسب مع رؤية ورسالة الصندوق ومع رسالة الهيئة، مبينا أن مبادرة السياحة الزراعية ستكون انطلاقة تنعكس مستقبلا على الواقع الاقتصادي والاجتماعي، وستعزز في الوقت نفسه انتماء المواطن لوطنه، لأنه ستتاح له الفرصة بأن يشاهد ويعيش مع أشخاص ربما من دون هذه المبادرة سيكون أمرا صعبا. وتنص مذكرة التعاون التي وقعها مع سمو رئيس الهيئة المهندس عبد الله الربيعان رئيس مجلس إدارة صندوق التنمية الزراعية، على أن تعمل الهيئة والصندوق على وضع المعايير للمزارع التي ستقدم خدمات السياحة الزراعية، وتشجيع المزارعين على الانضمام لبرنامج السياحة الزراعية، من خلال تقديم التمويل المالي الذي يسهم في تطوير عناصر مزارعهم وتهيئتها بشكل مناسب لتقديم خدمات السياحة الزراعية، وذلك بعد حصول المزارعين على التأييد لتقديم السياحة الزراعية من الهيئة، بالإضافة إلى التعاون في تنظيم وتنفيذ الدورات التدريبية وورش العمل والمعارض ودعم البحوث والدراسات وإنتاج المواد الخاصة بالسياحة الزراعية، وغيرها من أنشطة تهدف إلى تطوير هذا النشاط.