خلال الأعوام الثلاثة الأخيرة خسرت مجلة النيوزويك الشهيرة ما يقارب ال 47 مليون دولار لتقوم شركة واشنطن بوست ببيعها بدولار واحد فقط بعد مايقارب نصف قرن من ملكيتها. هذه الأخبار المحزنة للمجلة العريقة تبعتها أخبار جديدة تؤكد فيما يبدو على مسار المجلة المتأزم حيث خسرت المجلة اثنين من ألمع نجومها وهما رئيس تحريرها جون ميشام ورئيس تحريرها للشؤون الدولية الصحافي الشهير فريد زكريا. تعتبر خسارة هذين الكاتبين الصحافيين خسارة كبيرة للمجلة من الصعب تعويضها. جون ميشام الذي نشر كتابا عن الرئيس الأمريكي جاكسون ويعمل حاليا على كتاب عن الرئيس جورج دبليو بوش رأس المجلة لمدة أربع سنوات واصل قيادة المجلة نحو نجاحات صحافية كبيرة. ميشام الذي واجه انتقادات من قبل اليمين المحافظ لكونه دفع المجلة أكثر نحو اليسار حافظ على الرؤية المتوزانة في التغطية الصحافية التي عرفت بها المجلة، مع طغيان واضح للرأي الليبرالي الذي وقف في صف الرئيس أوباما في الانتخابات الرئاسية. الصحافي الآخر فريد زكريا الذي رحل إلى الخصم المنافس مجلة " التايم" التي كتب فيها مؤخرا تقريرا عن الطريقة لاستعادة الحلم الأمريكي. زكريا المشهور بكتبه مثل "مستقبل الحرية" و"عالم ما بعد أمريكا" ويقدم برنامجا أسبوعيا على شاشة السي إن إن أحد أبرز الأسماء الذين لعبوا دورا أساسيا في المجلة خلال الأعوام الأخيرة. موضوعه الشهير "لماذا يكرهوننا" الذي نشره بعد أحداث 11 سبتمبر يعد واحدا من أكثر التقارير الصحافية تداولاً وشهرة. على الرغم من أن المجلة لديها كم كبير من الصحافيين البارعين من أمثال اليسا ميلر أو جونثان آلتر أو شارون بيغلي إلا أنه فقدت الكثير من الوهج بخسارة هذين الاسمين اللامعين. ويبدو أن المجلة اختارت أن تختط الآن سياسة أقل جدية بدا ذلك واضحا عندما نشرت على غلافها الرئيسي تقريرا عن المذيع الجمهوري الغوغائي راش ليمبو باعتباره من أكثر الشخصيات الإعلامية جنيا للمال.