بدأت صباح أمس في مقر مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية أعمال المؤتمر السعودي الدولي للتقنية المتناهية الصغر تحت رعاية خادم الحرمين الشريفين، وسط حضور كبير لأبرز علماء تقنية النانو في العالم والمهتمين، وذلك لعرض التطورات العلمية الحديثة في هذا المجال فضلاً عن مناقشة العديد من القضايا ذات التأثير الرئيسي في استراتيجيات تقنية النانو في المملكة. وأكد رئيس مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية الدكتور محمد السويل في كلمة دشن بها فعاليات المؤتمر على الأهمية الاستراتيجية للتقنية متناهية الصغر (النانو) بالنسبة للمملكة، مشيراً إلى أن المدينة أولت هذه التقنية أهمية كبيرة باعتبارها احد التقنيات الاستراتيجية المتقدمة التي نصت عليها الخطة الوطنية الشاملة للعلوم والتقنية والابتكار. وقال السويل إن مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية أنشأت البرنامج الوطني للتقنية المتناهية الصغر (تقنية النانو) الذي يهدف إلى استفادة المملكة من البحث والتطوير في مجال التقنية المتناهية الصغر، عبر إنشاء بنية تحتية شاملة لمراكز البحث والتطوير في المملكة، وتأسيس شراكات وبرامج تعاونية للبحث والتطوير مع عدد من الجهات العالمية الرائدة. وتحدث الدكتور محمد السويل عن جهود المدينة في مجال تقنية النانو والمشاريع البحثية التي نفذتها مؤخراً ومن أبرزها تطوير مواد محفزة بتقنية النانو لإنتاج وقود نظيف صديق للبيئة ورخيص الثمن يحسن نوعية كل من وقود الجازولين ووقود الطائرات والديزل وهو إنجاز علمي يعد الأول من نوعه في المنطقة الذي يسهم في الحد من التلوث البيئي. وأعلن رئيس مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية عن إطلاق مبادرة المدينة بالتعاون مع الناشر العالمي "سبرنجر" لنشر خمس مجلات علمية عالمية تعنى بخمس من التقنيات الاستراتجية في الخطة الوطنية للعلوم والتقنية وهي تقنية المياه، وتقنية البترول والغاز، وتقنية البتروكيميائيات، وتقنية النانو، والتقنية الحيوية. وأشار إلى أن هذه المجلات تعد الأولى من نوعها في العالم من حيث كونها متاحة مجاناً بصيغتها الرقمية إذ يمكن تحميلها إلكترونياً من الموقع الإلكتروني الخاص بكل مجلة، كما انه ليس هناك رسوم على الباحثين في النشر، فضلاً عن أن هناك إجراء للمراجعة والتحكيم للأوراق المقدمة للنشر. واستمع الحضور بعد ذلك إلى محاضرة قدمها السير فرايزر ستودارت، مدير مركز الكيمياء للأنظمة المتكاملة، في كلية الإلكترونيات بجامعة نورث وسترن، في الولاياتالمتحدةالأمريكية، ورئيس تحرير إحدى هذه المجلات وهي مجلة تطبيقات علوم النانو، وتضمنت محاضرته استعراض تاريخ الكيمياء وعلاقتها بالنانو تكنولوجي، كما تحدث عن أشكال الجزيئات التي تدخل في تركيب هذه المواد والجزيئات الكبرى ووظائفها المحددة سلفاً. عقب ذلك قدم السيد كريس كردينال كبير محرري "سبرنجر" في الشرق الأوسط كلمة أشار فيها للتعاون مع المملكة في تحرير عدد من المجلات العلمية تشمل مجلة جامعة الملك سعود ومجلة جامعة الملك فهد للبترول والمعادن، ثم التعاون بعد ذلك مع مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية في إصدار خمس مجلات علمية، مشيراً إلى أن هذا التعاون مع المؤسسات العلمية في المملكة هو بمثابة شراكة استراتيجية على مستوى الشرق الأوسط. وناقش المؤتمر عدداً من الموضوعات في مجال تقنية النانو خلال ثلاث جلسات عقدت أمس. وتختتم يوم غد فعاليات المؤتمر السعودي الدولي للتقنية متناهية الصغر في مقر المدينة عبر أربع جلسات تبحث في ثلاثة محاور رئيسية يستهدف الأول منها الاستراتيجيات والتوجهات الوطنية للمملكة في تقنية النانو، فيما يلقي المحور الثاني الضوء على أفضل الممارسات والمبادرات وآخر التطورات في مجال تقنية النانو، ويتناول المحور الثالث التطبيقات في القطاعات المختلفة محلياً ودولياً التي تتضمن قطاعات الطاقة والمواد المتقدمة والكيميائية والالكترونيات والضوئيات والأغشية والترشيح المعزز ومواد ومركبات النانو. وتغطي جلسات المؤتمر جزءاً كبيراً من الحقول العلمية الأساسية والتي تشمل تطبيقات الطاقة والأغشية والالكترونيات والضوئيات والتحفيز الكيميائي والمركبات الكيميائية، حيث يناقش نحو 20 متحدثاً دولياً ومحليا إضافة إلى مشاركين من قادة وصناع القرار والقائمين والمساهمين في تطور قطاع "تقنية النانو" في المملكة على مدى يومين تطوير أجندة وطنية شاملة وإيجاد نمو نشط في "قطاع النانو".