من الطبيعي أن تتمنى وتحلم بأنك تنتمي لجنسية بلد "معين" وتحمل جواز سفر صريح يؤذن لك بدخوله والسفر منه في أي وقت تشاء ودون تصاريح وتأشيرات أو إقامات مؤقتة.. لكن المخجل والمخزي أن تتبرأ من جنسيتك الأصلية وتعلن و"تكذب" بأنك تنتمي لبلد آخر من أجل أن تسلط عليك الأضواء في فترة معينة.. والأسوأ من ذلك كله أن تستغل تلك الجنسية "المزوّرة" بشكل غير لائق ومعيب! "سعودية.. لأ مو سعودية" ملخص لما يدور في وسطنا "الفني والإعلامي" وتحديداً مع الممثلات العربيات المشاركات في الأعمال السعودية، حيث لا نزال نقرأ بين الحين والآخر تصاريح ولقاءات صحفية لممثلات عربيات مغمورات يعلنّ من خلالها بأنهن سعوديات أصلاً وفصلاً! وآخر ما ورد في هذا الاتجاه لقاء أجرته إحدى الصحف الإلكترونية العربية الشهيرة مع "ممثلة" مبتدئة تحدثت في سياق اللقاء بأنها "سعودية" رغم أن جميع من الوسط الفني السعودي يعلم بأنها ممثلة مغربية الجنسية كانت تعمل مضيفة للطيران قبل أن تجرب حظها بالتمثيل في الدراما السعودية. وليتها ظهرت في اللقاء بشكل لائق ومحترم بل كانت صورها "جريئة وسيئة" ولا تشرف أي فتاة من أي جنسية، فقد ظهرت بلباس فاتن وشبه عارٍ وبشكل لا يليق بممثلة تناقش قضايا المجتمع السعودي عبر المسلسلات. هيفاء حسين ليس من المعقول أن كل ممثلة أجادت اللهجة الخليجية والسعودية تحديداً وشاركت في عدد من الأعمال الدرامية السعودية والتي لا تتجاوز أصابع اليد الواحدة أن تقبل على نفسها بالظهور أمام الملأ بمظهر الكاذبة والمزورة.. لكن يبدو أن الادعاء بأنها "سعودية" هو جزء من اللعبة ووسيلة لتحقيق الشهرة السريعة؛ ذلك لأن الجمهور سيقبل حتماً على مشاهدة أي فتاة تكسر قيود مجتمعها المحافظ مهما كانت جنسيتها.للأسف أن هناك ممثلات غير موهوبات امتهن مهنة التمثيل لتسويق أنفسهن وأكل العيش على حساب المشاهدين ويسعين لتسويق أنفسهن بربط اسمهن باسم "السعودية". وربما أن ذلك يكون من غير قصد من الممثلة حيث يعتقد من يراها تعمل في السعودية سنوات طويلة أنها من بنات هذا البلد، ومثال ذلك ما قام به الإعلام المصري قبل سنوات في التقارير التي نشرها عن مسلسل "رجل غني فقير جداً" لمحمد صبحي؛ حين وصف الممثلة أمل حسين المشاركة في بطولة المسلسل بأنها "سعودية" وهي في الحقيقة "فلسطينية" تحمل الجواز الأردني، ورغم تقديرنا لمكانة الممثلة أمل حسين واعتزازنا بموهبتها وبتاريخها الجميل والمشرّف في الدراما السعودية، وثقتنا بأنها لم تسع إطلاقاً إلى تسويق نفسها بهذا الشكل، وبأن الخطأ هو خطأ الإعلاميين المصريين أنفسهم، إلا أنه كان المنتظر منها في ذلك الوقت أن تحرص على تصحيح المعلومة الخاطئة التي وقع فيها الإعلام المصري. إن قضيتنا ليست في الجنسية السعودية في حد ذاتها، بل في إنكار الممثلة لجنسيتها الأصلية والادعاء بأنها تحمل جنسية أخرى، فاعتراضنا سيكون بالقدر نفسه حين تأتي ممثلة لبنانية وتدعي بأنها مصرية، والعكس. فما الغرض من هذا التمويه والخداع؟ الأكيد أن هناك مآرب أخرى. وهنا يكمن تساؤلنا الأساسي: ما الذي ستجنيه الممثلة حين تلتصق بجنسية أخرى؟ اللافت أن المشاهد السعودي لا يكترث لكل هذه الادعاءات ومقياس تقديره للممثلة هو حجم موهبتها الأدائية، وهو يكنّ كل احترام وتقدير للممثلات اللاتي يشاركن في المسلسلات السعودية بأسمائهن وبجنسياتهن الحقيقية دون تزييف؛ مثل ميساء مغربي، وهيفاء حسين، وهبة الدري ولطيفة المجرن وغيرهن من الممثلات العربيات القديرات. الدراما السعودية.. دائماً ترحب بأي ممثلة من أي جنسية شريطة أن يحترمن هذه الأعمال ولا يقبلن المساومة للمنافسة بالظهور بشكل مغرٍ ولافت احتراماً لذوق المشاهد وحفاظاً على سمعة الممثلات السعوديات "الحقيقيات" كالممثلة مريم الغامدي والممثلة ريم عبدالله وغيرهن ممن يعتبرن مثالاً حسناً لا يقبل المساومة على سمعة واسم بلد كالمملكة العربية السعودية. من أجل لباس عارٍ أو حركة إغرائية تشوّه وتطمس مثالية الممثلات السعوديات. ريم عبدالله