طالب مختصون بتكثيف الدراسات والأبحاث العلمية المتعلقة بالإكثار من الأشجار في مناطق تبدو صعوبة في تكثيف زراعة الأشجار بها، وكانت دراسة علمية وفق إدارة النشر العلمي بجامعة الملك سعود كشفت عن أهمية الاحتياجات المائية لنوعين من الأشجار النامية في المناطق الجافة للباحثين أنصاري إدريس ، ووفاء محمد الغانم، حيث تمت تنمية شتلات أشجار من نوعي البروسوبس والكونوكاربس البالغة من العمر ستة أشهر في تربة رملية تحت مستويات مختلفة من الجهد المائي للتربة وذلك بغرض: 1) تقدير أقل محتوى مائي للتربة يمكن لنوعي الأشجار النمو عنده، و2) دراسة العلاقات المائية بين النبات والتربة عند مستويات مختلفة من الجهد المائي، و3) اختبار مقدرة كل من البروسوبس والكونوكاربس على التنظيم الأسموزي ومقدرته على تراكم السكريات والمواد الصلبة حتى يتحمل جفاف التربة. وقد وجد أن نمو شتلات البروسوبس لم يتأثر تأثيرًا معنويًّا عند تدني الجهد المائي للتربة حتى -0.12 ميجاباسكال (أي بين 40-30% من السعة الحقلية)، بينما تأثر نمو شتلات الكونوكاربس عند جهد مائي -0.08 ميجاباسكال (50-40% من السعة الحقلية)، وعندما نقص المحتوى الرطوبي للتربة عن ذلك فإن نمو الشتلات في كلا النوعين، متمثلاً في طول النبات ومساحة الأوراق والوزن الجاف للمجموع الخضري والجذري، قد تأثر كثيرًا بالمقارنة بنباتات المقارنة النامية عند محتوى مائي 100% من السعة الحقلية. وقد أدى الإجهاد المائي إلى تناقص الجهد الأسموزي لكل من الأوراق والجذور لكلا النوعين، إلا أنه في الكونوكاربس كان أكثر بكثير من مثيله في البروسوبس. ولجأت الأشجار إلى التنظيم الأسموزي لأنسجتها وذلك بزيادة تركيز السكريات الذائبة فيها، وبالتالي فإن النباتات زادت مقدرتها على النمو تحت ظروف نقص ماء التربة وجفافها. وقد دلت النتائج أيضًا على أن استخدام قياسات الجهد المائي للتربة أفضل بكثيرٍ من الاعتماد على المحتوى المائي للتربة عند دراسة تأثير الجفاف على العلاقات المائية لشتلات أشجار البروسوبس أو الكونوكاربس؛ وعلى هذا الأساس فقد أوضحت الدراسة أن أشجار الكونوكاربس يمكنها تحمل النقص المناسب للماء في التربة لفترات محدودة ولكنها لا تعتبر من الأشجار المقاومة للجفاف، بينما أشجار البروسوبس يمكنها البقاء والنمو تحت مستويات منخفضة جدًّا من الجهد المائي ويمكن تصنيفها ضمن الأنواع التي تتحمل الجفاف الشديد. ورغم ذلك الجهد العلمي إلا أن هناك انتقادات لمحدودية الأبحاث الزراعية في تكثيف الأشجار النامية في المناطق الجافة.