أجرى علماء أمريكيون تجارب ناجحة على مادة من شأنها أن تمنع تكون الندبات التي تعقب الإصابة بجروح. واقتصرت التجارب حتى الآن على الفئران فقط. وأهم ما يميز هذه المادة هو أنها تبحث عن المكان المطلوب التأثير عليه بدقة ، لذلك فهي مرتبطة بمادة لا تتجمع إلا في الأنسجة المجروحة مما يجعل تأثيرها يقتصر بدقة على مواطن الإصابة فقط حيث لا يتعرف العلماء على الجروح الظاهرية في الإنسان فقط بل يكتشفون إصابات داخلية أيضا مثل إصابة الأنسجة وإصابة الإنسان بذبحة صدرية أو جلطة دماغية حيث تؤثر الندبة التي تصيب أنسجة العضو عقب الجروح سلبا على أداء العضو وتعافيه. ونشر الباحثون نتائج دراستهم امس في مجلة "بروسيدنغز" التابعة للأكاديمية الأمريكية للعلوم. ويتكون الجزء الفعال من هذا العلاج من مادة ديكورين حيث ثبت من خلال العديد من التجارب أن هذه المادة تحفز تعافي الجروح وتمنع تكون ندبة في الأنسجة ولكنها لم تستخدم في الطب حتى الآن حسب تيرو يرفينن و ايركي روسلاهتي من جامعة كاليفورنيا. وبرر الباحثان ذلك بصعوبة صناعة مادة ديكورين مما دفعهما للبحث عن طريقة يضاعفون بها فعالية المادة حتى يمكن إعطاؤها للمرضى بجرعات أقل. وفي سبيل ذلك قام الباحثون بربط هذه المادة الواعدة بجزيء بروتيني صغير اسمه "سي ايه ار" والذي يتجمع في الجسم في الأوعية الدموية للجلد والعضلات والأوتار. وبعد أن أجرى الباحثون عدة تجارب ناجحة على الخلايا قاموا بتجربة هذه المادة على فئران حيث قاموا أولا بإصابتها بجروح في الظهر ثم حقنوها في الذيل بمادة ديكورين بدءا من اليوم الثالث للإصابة وحتى اليوم الرابع عشر. وتبين بعد ثلاثة أسابيع من بدء تعافي الجرح أن الندبات التي تكونت لدى الفئران التي حقنت بالمادة أقل بواقع النصف منها لدى مجموعة الفئران التي لم تحقن بالمادة. ويقوم تأثير مادة ديكورين على أساس تثبيط اثنين من البروتينات المسئولة عن نمو الندبة عقب الجروح. وأكد الباحثون أن استخدام عقار لمنع تكون الندبة داخليا له مميزات عديدة مقارنة باستخدام الأدوية الموضعية حيث يمكن من خلال هذه الطريقة الوصول للجروح الداخلية بالجسم. كما أن الاستخدام الموضعي للعقاقير المثبطة للندبات يعيبه عدم تغلغل هذه الأدوية بشكل كاف إلى الأنسجة أو تحللها بسرعة في موضع الجرح.
