أطلقت كوريا الشمالية الثلاثاء قذائف على جزيرة كورية جنوبية ما تسبب بمقتل جنديين كوريين جنوبيين فيما توعدت سيئول ب"رد قوي" في حال تجدد استفزازات بيونغ يانغ. وفيما ندد البيت الابيض بالحادث، أعربت الصين "عن قلقها" وحذرت روسيا من تصعيد الوضع في شبه الجزيرة الكورية كما أعلن عن اجتماع عاجل لمجلس الأمن الدولي وأعلن الجنرال لي هونغ-كي متحدثا باسم الجيش الكوري الجنوبي أن جنديين قتلا فيما اصيب خمسة آخرين بإصابات بالغة وعشرة بجروح طفيفة. وقد أطلقت كوريا الشمالية الثلاثاء عشرات القذائف على جزيرة كورية جنوبية ما ادى الى رد من سيئول التي وضعت قواتها في حالة تأهب قصوى. وردا على ذلك توعدت كوريا الجنوبية ب "رد قوي" في حال قيام كوريا الشمالية باستفزاز جديد، على ما أعلنت الرئاسة الكورية الجنوبية. وجاء في بيان الرئاسة أن "جيشنا سيرد بقوة على أي استفزازات جديدة". وأضاف أن "قصف كوريا الشمالية لجزيرة يونبيونغ يشكل استفزازاً مسلحاً واضحاً. وأن قصفها المتهور لأهداف مدنية امر لا يمكن الصفح عنه". واضاف "على السلطات الكورية الشمالية ان تتحمل مسؤوليتها". وهذه المواجهات تعتبر من بين أخطر المواجهات التي وقعت منذ الحرب الكورية (1950-1953) وقد اججت التوتر في شبه الجزيرة الكورية. وذكر تلفزيون "واي تي ان" ان حوالي خمسين قذيفة سقطت على جزيرة يونبيونغ الواقعة في البحر الاصفر في منطقة متنازع عليها بين البلدين والتي سبق ان شهدت حوادث أخرى في السابق. وقال لي جونغ سيك وهو أحد سكان الجزيرة ايضا "هناك عشرة منازل تحترق على الأقل. والدخان يرتفع منها كما أن بعض التلال تحترق". وأضاف "كما أبلغنا عبر مكبرات الصوت بإخلاء منازلنا". وأظهرت المشاهد التي بثها التلفزيون سحب الدخان تتصاعد في سماء الجزيرة. وكان متحدث باسم وزارة الدفاع الكورية الجنوبية قال لوكالة فرانس برس إن "وحدة مدفعية كورية شمالية قامت باطلاق نيران غير شرعية بشكل استفزازي وعمدت القوات الكورية الجنوبية الى الرد على الفور في اطار الدفاع عن النفس". وفي ردود الفعل، صرح الناطق باسم الرئاسة الاميركية روبرت غيبس ان "كوريا الشمالية شنت في وقت مبكر من اليوم (الثلاثاء) هجوما على جزيرة يونبيونغ الكورية الجنوبية ونحن على اتصال مستمر مع حلفائنا الكوريين". واضاف ان "الولاياتالمتحدة تدين بشدة هذا الهجوم وتدعو كوريا الشمالية الى الكف عن تحركاتها القتالية والالتزام ببنود اتفاق الهدنة". صورة تلفزيونية لقذيفة مدفع لحظة سقوطها على الجزيرة واكد غيبس التزام الولاياتالمتحدة "الثابت في الدفاع عن حليفتها جمهورية كوريا والحفاظ على السلام والاستقرار الاقليميين". من جهتها، اعربت الصين عن "قلقها" اثر قصف المدفعية الكورية الشمالية. وقال هونغ لي المتحدث باسم الخارجية الصينية "نأمل ان تتحرك الاطراف بشكل اكبر للمساهمة في السلام والاستقرار في شبه الجزيرة الكورية". واضاف "اننا نعرب عن قلقنا ازاء الوضع". من جانب آخر، قال هونغ لي إنه أصبح من "الضروري" ان يتم استئناف المباحثات بين الدول الست المعنية بالبرنامج النووي الكوري الشمالي بعد ان تم الكشف عن مصنع لتخصيب اليورانيوم في كوريا الشمالية. من جهتها، حذرت روسيا من "تصعيد" الوضع في شبه الجزيرة الكورية إثر القصف المدفعي الكوري الشمالي لجزيرة كورية جنوبية. وقال مصدر في الخارجية الروسية "من المهم ألا يؤدي هذا الى تصعيد في الوضع في شبه الجزيرة الكورية". ودان وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الثلاثاء هجوم كوريا الشمالية معتبرا ان هذه المواجهات تشكل "خطرا كبيرا" ويمكن هذه المرة ان "تتطور" الى نزاع مفتوح. وقال لافروف أمام الصحافيين خلال زيارة الى مينسك في بيلاروسيا "للاسف ليس هذا الحادث الاول من نوعه. هذه السنة إنه الثالث لكن اول حادثي تبادل نيران كانا معزولين في حين هذه المرة يمكن ان يتطور الى اشتباك مسلح". واضاف ان "ما جرى يستحق الادانة. وهؤلاء الذين بدأوا هذا الامر وقاموا بقصف الجزيرة الكورية الجنوبية يتحملون مسؤولية كبرى". ودعا الوزير الروسي الى "وقف كل تبادل النيران فورا". وفي طوكيو، قال رئيس الوزراء الياباني ناوتو كان إنه امر وزراءه بالاستعداد ل "كافة الاحتمالات" بعد القصف المدفعي الكوري الشمالي لجزيرة كورية جنوبية. وقال كان للصحافيين اثر اجتماع طارئ لحكومته في المقر الرسمي لرئيس الوزراء "لقد امرت (الوزراء) بالقيام باستعدادات تتيح لنا الرد بحزم على اي احتمال". واضاف "لقد أمرتهم بالقيام بكل ما في وسعهم لجمع المعلومات". وأدان وزير الخارجية البريطانية وليام هيغ الهجوم المدفعي الذي شنته كوريا الشمالية واعتبره غير مبرر. وقال هيغ في بيان "تدين المملكة المتحدة بشدة الهجوم على جزيرة يونغ بيونغ، ومثل هذه الهجمات غير المبررة لن تؤدي إلا إلى المزيد من التوترات في شبه الجزيرة الكورية". وحث وزير الخارجية البريطاني كوريا الشمالية على "الامتناع عن مثل هذه الهجمات والتمسك باتفاق الهدنة"، ورحّب بدعوة رئيس كوريا الجنوبية لي ميونغ باك إلى ضبط النفس. من جانبها أعربت ألمانيا عن "قلقها البالغ" إزاء القصف المدفعي المتبادل بين الكوريتين . وقال وزير الخارجية الألماني ، جيدو فيسترفيله ، في بيان الثلاثاء في برلين: "هذا الاستفزاز العسكري المتكرر يعرض السلام في المنطقة للخطر". ودعا الوزير الطرفين إلى ضبط النفس ، معربا في الوقت نفسه عن ترحيبه بجهود رئيس كوريا الجنوبية ، لي ميونج باك ، لتهدئة الوضع. كما دان الاتحاد الاوروبي "بشدة" هجوم كوريا الشمالية كما أعلنت وزيرة خارجية الاتحاد كاثرين اشتون. وقالت اشتون في بيان "انني قلقة جدا إزاء احداث اليوم في شبه الجزيرة الكورية التي اوقعت ضحايا في صفوف العسكريين والمدنيين الكوريين الجنوبيين". وأضافت "ادين بشدة هذا الهجوم الكوري الشمالي". كذلك دعت فرنسا كوريا الشمالية الى "وقف الاستفزازات" وعبرت عن "ادانتها الشديدة" لقيام بيونغ يانغ بقصف جزيرة كورية جنوبية كما اعلنت وزيرة الخارجية الفرنسية ميشال اليو-ماري. وقالت الوزيرة الفرنسية في بيان "أدين بأشد العبارات القصف المدفعي الكوري الشمالي الذي استهدف جزيرة يونبيونغ وأوقع بحسب اخر حصيلة قتيلين في صفوف القوات المسلحة الكورية الجنوبية والعديد من الجرحى من السكان المدنيين الكوريين الجنوبيين". واضافت ان "فرنسا تدعو كوريا الشمالية الى وقف الاستفزازات والامتناع عن أي عمل جديد من شأنه أن يؤدي إلى تفاقم التوتر في المنطقة". وتابعت "نشيد بروح المسؤولية التي تحلت بها السلطات الكورية الجنوبية".