قبل إجازة عيد الأضحى المبارك كان لي مقال نشر هنا في العاشر من نوفمبر الماضي وكان يحمل عنوانا "لماذا منع الخطوط الأجنبية من المنافسة المحلية؟!" وبعد هذا المقال وردني اتصال من معالي رئيس الهيئة العامة للطيران المدني المهندس عبدالله رحيمي, وكان يوضح ما خفي عني وعن المتابعين عن أسباب منع الخطوط الأجنبية للدخول في المنافسة في الطيران المحلي, وأكد لي أنها "مسألة سيادية" وأنه لا يوجد في العالم خطوط طيران أجنبية تنافس الطيران المحلي, هذا هو مختصر الرد على مقالي "أنها بسبب سيادي" وهنا أعيد القول إذاً لماذا لا يصرح به رسميا أنه "ممنوع" لأسباب سيادية؟ ولكن كيف إذا ظهر مستثمرون من خلال ظهور شركتين هما "ناس وسما" في أجوائنا بالمملكة؟ أم أن العامل الأساسي لظهورهما هو الطيران الدولي الذي يعول علية الأرباح. وحين سألت المهندس عبدالله رحيمي عن كيفية نجاح أي شركة قادمة لدخول الطيران المحلي في ظل أن الناقل الرسمي وهي الخطوط السعودية تحظى بدعم للوقود بنسبة 90%, أي أن الخطوط السعودية لا تدفع إلا قيمة 10%, وهنا أقر المهندس رحيمي بذلك وأنه لا مجال لنجاح أي طيران محلي في ظل هذه الوضع والتركيبة, إذاً ما الحل؟ أكد لي معالي المهندس أن أسعار التذاكر منذ 20 عاما لم تتغير رغم ارتفاع التكلفة في كل شيء, وهذه إحدى عوائق الطيران لدينا محليا, ولكن سؤالي لمعالي المهندس ما موقف الطيران المدني من ضعف المنافسة محليا وسوء الخدمة معها؟, وأعتقد أن ما يحدث يوميا في مطاراتنا وآخرها الافتراش وصل لمطار جدة وأصبحت صحف الخليج تتحدث عن التكدس في المطارات لا يغيب عنه أحد, ناهيك عن المشاكل اليومية من تأخر الرحلات وسوء عام وكبير يعاني منه الجميع, هل مبرر ذلك هو رخص قيمة التذاكر وأن ليس هناك دخل يوازي الخدمة الجيدة؟ إذاً كيف لنا أن نطور النقل الجوي ونحن نرى الطيران في دول مجاورة ورحلات دولية أبعد مسافة من نطاق المحلي بأسعار أقل بكثير من الموجود لدينا, إذاً لنفتح ملف الكفاءة في التشغيل والإدارة في الخطوط السعودية وأيضا المطارات وماذا تملك, كل مرة أعود من الخارج وأرى "سير عفش" مطار الملك خالد الدولي الوحيد واليتيم يعكس أي نوع من المطارات لدينا, يجب أن نقر أن لدينا مشكلة كبرى في المطارات, في الخطوط نفسها, في الخدمات الأرضية, أتمنى على كل مسؤول أن يعيش معاناة المواطن وأن يسافر كما يسافر المواطن وسيرى أي نوع من الخدمة من دخول المطار إلى محطة الوصول وأن لا يستخدم هذا المسؤول "الخدمة التنفيذية" والسيارة حتى باب الطائرة, أتمنى كل مسؤول أن "يجازف" ويعيش معاناة يومية لا تنتهي, المشكلة معالي المهندس قبل مشكلة وجود طيران منافس للمحلي, هي ناقلنا الوطني ماذا يحدث به من الداخل؟ من يحدثنا مع هذا الكم من المليارات التي تصل لأرقام يصعب حتى كتابتها, ماذا يحدث بالمطارات والخدمات الأرضية, والمشكلة أن المواطن يسافر ويشاهد في التلفزويون والإنترنت عالما مفتوحا تماما, يشاهد مطارات العالم أين وصلت وماذا أصبحت, ولكن ماذا لدينا؟ حقيقة سوء في الخدمة والمطارات والنقل رغم كل هذه الأرقام المليارية لم تغير الواقع بشيء, فتش عن الإدارة والتخطيط والتوجيه والتنظيم والمحاسبة الغائبة.