اثناء الاستعدادات لاوبريت الجنادرية " عرائس المملكة" عام 1416 تعرفت انا ومجموعة من الزملاء عن قرب لانسانية صاحب السمو الملكي الامير متعب بن عبدالله رئيس الحرس الوطني ، كان التعامل مع سموه بمنتهى البساطة والتواضع وهو يستقبلنا بقصره العامر مع العديد من المثقفين والفنانين والاعلاميين، فكونه رجلاً عسكرياً وحازماً لم يطغَ هذا الشعور لدى الجميع وهم يقابلون صاحب سمو وقائداً عسكرياً كبيراً في الوقت نفسه ، كانت لحظات تاريخية لاتنسى في بلورة العلاقة مع الامير متعب وما بين الحرس الوطني كقطاع عسكري وقطاع حضاري ثقافي يتبنى اقامة اضخم مهرجان ثقافي حضاري فني على مستوى المنطقة ولا ابالغ اذا قلت عالميا ، كون مهرجان الجنادرية استمر وبتألق متسارع على مدى تاريخية وبتطور مشهود ومميز ايضا . استمرت العلاقة مع الامير متعب بن عبدالله على المستوى الاعلامي وغرس فينا ثقة المسؤول الذي يرحب بالنقد الهادف ، لم يكن هذا الكلام مجرد مجاملة لشخص بمكانة سموة الكريم ، فقد طبقت شخصيا هذا الكلام بحذافيره عندما كنت انتقد بعض اوبريتات الجنادرية ، وفي احد الاعوام وعلى الهواء مباشرة اعتبر الامير متعب بن عبدالله ما كتبته من نقد محل ترحيبه وسيستفاد منه ، في شفافية غير مسبوقة من مسؤول بمكانة سموه ، مما يؤكد ان منهج خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله حفظه الله في الشفافية هو واقع وليس مجرد مصطلحات شفافة وكان لي الشرف شخصيا ان ألمس هذا الشفافية الممتزجة بالتواضع في تعاملي الاعلامي المباشر مع سموه الكريم ، وشفافية وتواضع متعب بن عبدالله هي السر الحقيقي في تأصيل العديد من المنجزات الحضارية للحرس الوطني ، وخير شاهد على ذلك شموخ المهرجان الوطني للتراث والثقافة على مدى سنواته الماضية حتى حاضرنا . ومن هذا المنطلق عندما نستبشر بالثقة الملكية الكريمة بتولي الامير متعب بن عبدالله لرئاسة الحرس الوطني ،فاننا ننظر لهذا الامر نظرة حضارية استشرافية للمستقبل لمهرجان الجنادرية على وجه الخصوص ، كون الامير متعب يقف خلف التفاصيل الدقيقة لهذا المهرجان الوطني الهام ، فكما يعتبر هذا المهرجان منجزاً حضارياً لبلادنا ، فان الأمير متعب ايضا منجز قيادي انساني حضاري ، فقد عايشت كيف يتعامل سموه مع المشاركين بهذا المهرجان بتفاصيل جعلته قريبا منهم وبتواضع ، لم يكن يحضر على سبيل المثال لبروفات اوبريت الجنادرية لمجرد الحضور ، ولكن حضوره يعني التأكيد على اتقان العمل ، كان بلسماً رائعاً يلتف حوله المشاركون بالعروض الذين اجهدتهم البروفات وانعشت أحاسيسهم التفاتات متعب بن عبدالله ، تفاصيل عديدة كنت اراقبها وببساطة ودرجة اتقان مثالية وانضباط عسكري مثالي ، من الصعوبة الحديث عن القرب من متعب بن عبدالله الانسان والمسؤول ، ولكن من السهولة ان تتحدث معه بصدق وبنقد هادف لتجد نفسك امام قائد ومسؤول حضاري ، ولا نستغرب ان في احدى السنوات وعندما كان سموه بمرتبته العسكرية كفريق ركن ، اطلق عليه زميلنا الراحل محمد الكثيري رحمة الله عليه ، مسمى الفريق حب متعب بن عبدالله ، واعتقد ان الكثيري اختصر الكثير من الالقاب والمفردات التي يستحقها سموه بهذا المسمى المعبر. الحديث عن الدور الحضاري المباشر للامير متعب مع الجنادرية وخصوصا اوبريتها الكبير هو جزئية بسيطة من منجزات متعددة لسموه على جميع المستويات ، فهنيئا للوطن ولنا ولمهرجان الجنادرية خصوصا تولي الأمير متعب بن عبدالله رئاسة الحرس الوطني المؤسسة العسكرية والحضارية ايضاً .