حينما صدر الأمر السامي الكريم بتعيين صاحب السمو الملكي الأمير متعب بن عبدالله بن عبدالعزيز وزير دولة وعضو مجلس الوزراء ورئيساً للحرس الوطني.. لم يكن ذلك أمراً مفاجئاً خاصاً بالنسبة لنا نحن المنتسبين للحرس الوطني. فقد كنا ندرك تماماً أنه هو رجل المرحلة المنتظر والمؤهل بجدارة لهذه المسؤوليات الكبيرة عطفاً على معرفتنا الوافية بسموه وأسلوبه الراقي في القيادة والإدارة والتعامل مع الناس، وأنه يمثل الامتداد الطبيعي والسياق المتصل لمنهجية باني الحرس الوطني سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز - أيده الله - حيث تتجلى في أعمال سموه القيادية والإدارية وعلاقاته المختلفة مكتسبات ومؤثرات المدرسة القيادية الفريدة لعبدالله بن عبدالعزيز، تلك المدرسة التي ضربت أروع الأمثلة في فن القيادة وإدارة شؤون العمل والتواصل مع الناس من خلال سياسة الباب المفتوح والانفتاح على كل الأفكار والابداعات التي تحقق الهدف وتختصر الطريق إلى الانجاز. ولذا فإن سعادتنا غامرة بهذا التعيين الموفق الذي وضع الرجل المناسب في المكان المناسب، بل اننا سنشعر بروح القائد الملهم عبدالله بن عبدالعزيز تطل علينا من جديد لتقودنا عبر مسالك العطاء المتواصل إلى انجازات جديدة تضاف إلى انجازات الحرس الوطني العملاق الذي لم يستكن إلى نجاحاته العسكرية الكبيرة وجاهزيته القتالية العالية فحسب! بل أصبح صرحاً حضارياً كبيراً يشار إليه بالبنان ويحظى بالتقدير على مستوى عالمي نظير تألقه في نشر الثقافة وتنمية الفكر وبناء الإنسان. ويكفي في هذا الصدد أن نشير باختصار إلى المهرجان الوطني للتراث والثقافة الذي يعد بحق مفخرة وطنية ونافذة كبيرة يطل منها العالم على حضارة المملكة المزدهرة وتراثها العريق، وكذلك الخدمات الصحية التي حققت انجازات ريادية عالمية يشهد بها الجميع، والبرامج التثقيفية للأفراد التي كانت نتيجتها أربع جوائز عالمية من منظمة اليونسكو والمجلس العالمي لتعليم الكبار. هذا فضلاً عن توفير البيئة المعيشية الطيبة لمنسوبيه العسكريين المتمثلة في مدن سكنية راقية المستوى مكتملة الخدمات في جميع مناطق المملكة، وغير ذلك من برامج التطوير والتدريب والإعداد التي لا تتوقف. وعلى ذلك فإن الحرس الوطني موعود - بإذن الله - بمزيد من العطاءات والانجازات المشرفة في ظل استمرارية النهج القيادي الناجح وتواصله بين أيد أمينة تقدر النجاح وتعشقه وتسعى إليه. وكلمة حق أقولها في ختام هذا المقال وبحكم قربي من سمو الأمير ومعايشتي العملية له في مواقع عدة أنني لم أشهد ترقيته من منصب إلى منصب إلا وسموه يزداد تواضعاً وقرباً من الناس! وهذا هو السر الذي جعله شخصية مثالية قادرة على استقطاب القلوب. كما أنه شديد الحرص على تحديد أهداف العمل بدقة والتخطيط المتقن للوصول إليها، وتشجيع الابتكار في الأساليب والأداء، وتوزيع الصلاحيات، والمرونة وفق ما يخدم المصلحة العامة ولا يتعارض مع النظام. كما يهتم بمبدأ الشورى وتبادل الرأي والحوار للوصول إلى أفضل القرارات. كما أن للأمير لمسات حانية عطوفة ومواقف إنسانية نبيلة تجاه المحتاجين ومن يقصدون باب سموه التماساً لعطفه وكرمه. وصدق المثل القائل (الابن سر أبيه) والمثل القائل (الشبل من ذاك الأسد) وكل الدعوات لأميرنا المحبوب بالتوفيق وسداد الخطى في خدمة الوطن تحت رعاية المليك الغالي وولي العهد الأمين وسمو النائب الثاني أيدهم الله بعونه وتوفيقه. والله الموفق وهو الهادي إلى سواء السبيل. * مدير عام الشؤون المالية والإدارية بالحرس الوطني